تفسير آية “لا إكراه في الدين” مختلف بين المفسرين، حيث فسرها العديد من العلماء مثل ابن كثير، الطبري، والشيخ الشعراوي. وقد أشيع أن آية “لا إكراه في الدين” قد تم نسخها بواسطة آيات أخرى، وهو ما سنستعرضه في هذا المقال، بالإضافة إلى سبب نزول الآية.
تفسير ابن كثير
أوضح ابن كثير أن الآية تشير إلى أن الناس لا يجب إكراههم على الإسلام، حيث أن تعاليمه واضحة جلية. فالشخص الذي يُنير الله بصيرته ويشرح صدره للإسلام يدخل فيه برغبته ومعرفة كاملة بالحقائق التي يحتويها. أما من يُعمي الله قلبه، فإن إكراهه على الإسلام لن يجدي نفعًا، بل قد يصبح ذلك سببًا في تصوير الإسلام بشكل سلبي.
تفسير الطبري
ذكر الطبري أن هناك اختلافًا بين المفسرين في تأويل معنى “لا إكراه في الدين”. فقد أشار بعضهم إلى أن الآية نزلت في رجل من الأنصار كان يريد إجبار أولاده على دخول الإسلام، ولذلك جاءت هذه الآية لتوضيح حرية الاختيار في الدين.
التفسير الميسر
يشير التفسير الميسر إلى أن الإسلام لا يحتاج إلى إكراه، فتعاليمه واضحة وبينة، ومن يؤمن بالله يستبين له الطريق الصحيح، ولذلك الله يعلم نوايا عباده ويوجههم وفقًا لأفعالهم.
تفسير الجلالين
يفيد تفسير الجلالين بأن عدم الإكراه على دخول الإسلام يمثل هذه الحقيقة: الإيمان هو رشد، بينما الكفر يعكس الضلال. وقد كانت الآية تتعلق برجل أراد إجبار أولاده على الإيمان بالإسلام.
تفسير السعدي
قال السعدي إن الله يوضح عدم الحاجة للإكراه على الإسلام، حيث أن الدين بناء على الاختيار والإرادة، والعقل هو الأساس في ذلك. ومن يرغب في رضا الله يدخل الإسلام بإرادته، في حين أن من يفضل الحياة الدنيا لا يمكن أن يكون نافعًا للإسلام. والشخص الذي يدخل الإسلام مكرهًا لا يُعتبر مؤمنًا حقيقيًا.
تفسير البغوي
يستند البغوي إلى رواية سعيد بن جبير حول نزول الآية، حيث أن بعض النساء من الأنصار كن قد نذرن إدخال أبنائهن في دين اليهودية. وعندما جاء الإسلام، أراد الأنصار استرداد أبنائهم، مما أدى إلى نزول الآية التي تحظر الإكراه.
تفسير الوسيط
تفسير الوسيط يوضح أن الإكراه يعني إجبار الأفراد على ما لا يرغبون فيه، والدين المشار إليه هنا هو الإسلام. ويشير إلى أن الإيمان يعتمد على الاختيار الشخصي وليس على الإكراه، وهو ما يتماشى مع مسألة الثواب والعقاب.
تفسير القرطبي
ذكر القرطبي مسائل تتعلق بالآية، حيث أشار إلى أن مفهوم الدين هنا مرتبط بفهم الناس للحق من الباطل. بعض العلماء أكدوا أن الآية قد نسخت بآيات القتال، بينما قال آخرون إنها نزلت خصيصًا لأهل الكتاب.
تفسير الشيخ الشعراوي
فسر الشيخ الشعراوي أن الله عز وجل لا يُكره أحدًا على الدين، مهما كان ذلك مطلوبًا. وقد يشير في بعض الأحيان إلى ضرورة إدخال الشخص المُحب في أمور تنفعه، مثل العلاج. لكن الدخول الطوعي إلى الإسلام يكون معبرًا عن الحب والإرادة.
سبب نزول آية “لا إكراه في الدين”
تعود أسباب نزول هذه الآية إلى وجود أفراد من الأنصار أرادوا إجبار أبنائهم على اعتناق الإسلام، مما أدى إلى نزول الآية لتأكيد حرية العقيدة.
نسخ آية “لا إكراه في الدين”
النسخ القرآني يعني إزالة حكم شرعي سابق بخطاب لاحق. وقد قيل إن آية “لا إكراه في الدين” نسخت بآيات القتال، حيث تم إجبار بعض الفئات على الإسلام في سياق الحروب. بينما بعض العلماء رأوا أنها مخصصة لأهل الكتاب فقط.