الاختلافات بين المصدر واسم المصدر في اللغة العربية

الفارق بين المصدر واسم المصدر من حيث التعريف

يُعتبر المصدر أصل الشيء الذي يتم استمداده منه، أما مصدر المشتقات فهو تعبير يُشتق من الفعل بشكل مباشر. يُعرف المصدر بأنه اسم ثابت يدل على الحدث بعيدًا عن الزمن، مثل: قرأ/ قراءة، ودرس/ دراسة، وفهم/ فهمًا، وقدّم/ تقديمًا. في حين أن اسم المصدر يدل أيضاً على الحدث، ولكنه يشترك مع المصدر في صياغته، كالأمثلة: تكلّم/ كلامًا، وأعطى/ عطاءً.

الفارق بين المصدر واسم المصدر من حيث التكوين اللفظي

في التركيب اللفظي، يشمل المصدر جميع حروف فعله، إما بشكل صريح مثل: فهم/ فهمًا، أو بطريقة تقديرية ككلمة: خاصم/ خصامًا، حيث هنا “خصامًا” يُعتبر مصدرًا، على الرغم من حذف ألف “فاعل” التي تُعتبر مقدرة الثبوت. تُشير بعض المصادر إلى “خيصامًا”، حيث تعتبر الياء في هذه الكلمة منقلبة عن الألف.

يمكن التعويض عن الحروف المحذوفة بحروف أخرى، على سبيل المثال: وصف/ صفة، حيث تُعتبر كلمة “صفة” مصدراً لأنها خلت من حرف الواو، لكن تم التعويض عنه بالتاء المربوطة لتدل على التأنيث. ومثال آخر: سبّح/ تسبيحًا، حيث تُعتبر كلمة “تسبيحًا” مصدراً على الرغم من حذف التضعيف من “سبّح”، لكن تم التعويض عنه بحرف الياء.

أما اسم المصدر، فيتميز بأنه يخلو من بعض حروف فعله، سواء لفظًا أو تقديرًا، دون أي تعويض، وهذا يظهر في أمثلة مثل: تكلّم/ كلامًا، وأعطى/ عطاءً.

الفارق بين المصدر واسم المصدر من حيث العمل

يمتلك المصدر عمل الفعل تحت مجموعة من الشروط وهي كما يلي:

  • يجب أن يكون من الممكن استبداله بعبارات مثل “أن مع الفعل الماضي أو المضارع” أو “ما مع الفعل الماضي أو المضارع”. إذا تعذر ذلك، فلا يمكنه العمل. مثال: من عوامل السلامة تدبّرك الأمور بهدوء = من عوامل السلامة أن تتدبّر الأمور بهدوء.
  • يجب ألا يكون المصدر مصغراً أو مجموعاً، مثل “إنشاءات”.
  • يجب ألا يكون المصدر ضميراً متصلاً يعود على مصدر سابق أو مفهوم في السياق، كما في قوله تعالى: “فإنّي أعذبه عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين”، حيث يعود الضمير في “أعذبه” على المصدر “عذاباً”.
  • يجب ألا يدل المصدر على حدوث شيء لمرة واحدة، مثل: رمية.
  • يمنع وصف المصدر قبل أن يؤدي عمله في الجملة.

أما عن عمل المصدر بمفرده فيأتي بأشكال ثلاث ضمن الكلام وهي:

  • أن يُضاف إلى فاعله وينصب مفعوله، كما في: مجاهدة المرء نفسه جهادٌ عند الله، حيث “نفسه” مفعول به للمصدر “مجاهدة”، وقد أُضيف إلى الفاعل “المرء”. ومن خلال قول الشاعر:

ألا إنّ ظلمَ نفسِهِ المرءٌ بيّنٌ

إذا لم يصنها عن هوى يغلب المقلا

هنا، “المرء” هو الفاعل للمصدر “ظلم” الذي أضيف إلى مفعوله “نفسه”.

  • أن يُستخدم معرَّفاً بـ “أل” وهذا نادر الحدوث.
  • أن يأتي بصيغة منوَّنة وهذا شائع، كمثال: من حُسنِ الخُلقِ نُطقٌ صِدقًا، حيث تُعتبر “صدقًا” مفعول به للمصدر “نطق”.

يجدر بالذكر أن اسم المصدر يعمل عمل المصدر بحسب نفس الشروط.

Scroll to Top