القلقلة الكبرى والصغرى
تعرف كلمة “القلقلة” في اللغة بأنها مشتقة من الفعل “قلقل” والذي يعني التحريك. فعندما نقول “قلقلة القارورة”، نعني بذلك تحريكها. وقلقلة حرف القاف تشير إلى نطق الحرف بحركة خفيفة، تشبه النطق بصوت ساكن. كما يمكننا أن نفهم القلقلة عندما نقول قلقلة الشيء في الأرض، أي أننا قمنا بتحريكه.
أما من الناحية الاصطلاحية، فتؤكد القلقلة على شدة واضطراب حركة الصوت أثناء نطق الحرف الساكن، مما يجعل نبرة الصوت قوية عند مخرجه. تتكون القلقلة من خمسة أحرف تجمع في عبارة “قطب جد” وتسمى بالمقلقلة نظرًا لاضطراب اللسان عند نطقها. وتنقسم القلقلة إلى نوعين: القلقلة الصغرى والقلقلة الكبرى. وفيما يلي توضيح لكل منهما:
القلقلة الصغرى
تحدث القلقلة الصغرى عندما يكون أحد أحرف القلقلة (القاف، الطاء، الباء، الجيم، الدال) ساكنًا ويقع في وسط الكلمة. مثال على ذلك في قوله تعالى: (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا)، حيث ظهر موضع القلقلة في كلمة “عَبْدِنَا” حيث الحرف (الباء) ساكن في وسط الكلمة.
القلقلة الكبرى
تحدث القلقلة الكبرى عندما يقع أحد أحرف القلقلة في نهاية الكلمة، ويمكن أن يكون سكونه سكونًا عارضًا بسبب الوقف عليه. مثال على ذلك في قوله تعالى: (وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ)، حيث جاء السكون العارض في كلمة “خَلَاقٍ”.
يمكن أن يكون السكون سكونًا أصليًا، كما في قوله تعالى في سورة التين: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) حيث جاء السكون الأصلي في كلمة “لَقَدْ”. كما ورد أيضًا في قوله تعالى: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ).
أمثلة على القلقة الكبرى والصغرى في القرآن الكريم
يحتوي القرآن الكريم على العديد من الأمثلة التي توضح مفهوم القلقلة، ومنها:
- قوله -تبارك وتعالى- في سورة البقرة: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ)، حيث تظهر القلقلة في كلمة (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ) كقلقلة صغرى بسبب حرف الباء الساكن.
- قوله -تبارك وتعالى-: (فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا ۖ إِنَّا لَذَائِقُونَ)، يظهر موضع القلقة في كلمة (فَحَقَّ) كقلقلة كبرى عند الوقف عليها.
- قوله -عز وجل-: (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)، حيث تظهر القلقلة في الكلمتين (أَقْرَبُ) و(حَبْلِ) كقلقلة صغرى.
- قوله -عز وجل-: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ)، تظهر القلقلة في كلمة “لَقَدْ” كقلقلة كبرى.
- قوله -تبارك وتعالى- في سورة طه: (فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَىٰ)، حيث تظهر القلقة في كلمة (الصِّرَاطِ) كقلقلة كبرى.
- قوله -تبارك وتعالى-: (يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ)، حيث يظهر موضع القلقلة في كلمة “يَجْعَلُونَ” كقلقلة صغرى.
أشكال الأخطاء التي يمكن أن يقع فيها القارئ عند القلقلة
هناك عدة أخطاء يمكن أن يقع فيها القارئ عند encountering القلقلة في الآيات. وإليكم بعضاً منها:
- اختلاط صوت القلقلة مع الحركات الثلاث؛ الفتحة، الضمة، والكسرة، مما يؤدي إلى تغيير في معنى الآية إذا لم نتمكن من لفظ السكون بشكل صحيح.
- انتهاء صوت القلقلة بكلمة بهمزة ساكنة، مثل نطق كلمة “أحد” كـ “أحدء”.
- إضافة صوت أو تغليب لمنطقة القلقلة المستحقة وتمطيطها بطريقة غير صحيحة.
- التهاون في إظهار صوت القلقلة بشكل قوي، خاصة عندما يتواجد حرفان من حروف القلقلة متتاليين، كما في بعض الكلمات مثل كلمة “العبد”.