أهمية الصلاة
أوصى الله -عز وجل- عباده بأداء الصلاة، حيث تُعتبر من أكبر مظاهر رحمته وتكريمه لهم، وتتميز فضلها بكونها وسيلة للوصول إلى محبته والقرب منه. تنطوي الصلاة على كمال العبودية له -سبحانه-، حيث يتجه العبد بقلبه وجوارحه إليه. كما يقف العبد أمام ربه خمس مرات يوميًا، مما يمنحه نورًا في قلبه ومغفرة لذنوبه، ويعزز عبوديته لله. وقد وصف الله -سبحانه وتعالى- الصلاة بأنها عمود الدين وباب صلاح الأعمال واستقامة السلوك، حيث قال -عز وجل-: (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ).
بفضلها، يغفر الله -تعالى- الذنوب ويكفر الخطايا. فقد روي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (أَرَأَيْتُمْ لو أنَّ نَهْرًا ببَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ منه كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هلْ يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ؟ قالوا: لا يَجُدُ مِن دَرَنِهِ شيءٌ، قال: فَذلكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ بهِنَّ الخَطَايَا).
تشجيع الأهل على الصلاة
حث الله -تعالى- على أن يقوم الأهل بأداء الصلاة بانتظام، حيث قال في كتابه: (وَأمُر أَهلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصطَبِر عَلَيْها لا نَسأَلُكَ رِزقًا نَحنُ نَرزُقُكَ وَالعاقِبَةُ لِلتَّقوى). والمقصود بـ”الأهل” هنا هم الأقارب، كما ذكر ابن القيم أن المؤمنين كافة يدخلون في مفهوم “أهلك”. فقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوجه أهله للصلاة عند تحقيق المكاسب. الله -تعالى- يرزق المداومين على الصلاة ويعطيهم الجزاء، مؤكداً أن الرزق موضوع مُكفّل لهم.
تساعد الصلاة على ترقيق قلوب العباد وخشوعهم لله -سبحانه-. كما فرض الله -تعالى- الصبر على أدائها، فمن يتحمل ذلك يتحمل سائر العبادات. وقد صف الله -تعالى- نبيه إسماعيل -عليه السلام- بقوله: (وَكانَ يَأمُرُ أَهلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ)، حيث أن ذكرها يعكس أهميتها ومكانتها الكبيرة.
تعد الصلاة من الصفات الأساسية التي يتميز بها الأنبياء -عليهم السلام-، وبالتالي فإن الاقتداء بهم يستدعي أداء الصلاة وتشجيع الأهل عليها. وذكر أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (رَحِمَ اللهُ رَجُلًا قامَ من الليْلِ فصَلَّى وأيْقظَ امْرَأَتَهُ فصَلَّتْ، فإِنْ أبَتْ نضحَ في وجْهِها الماءَ). والموقظ لأهل بيته للصلاة هو الرسول والخليفة فيهم.
تشجيع الأطفال على الصلاة
لم يغفل الإسلام عن الأطفال في مسألة الصلاة، حيث تم توجيههم للأمر بالصلاة بدءا من سن السابعة، وفرض الضرب غير المُبرح في سن العاشرة حتى يتدربوا عليها وتصبح جزءًا ثابتًا من حياتهم. يجب أن يحرص الأطفال على الصلاة في السفر والحضر، والالتزام بوصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إذ تعتبر الصلاة صلة العبد بربه والعبادة التي تمنعه من الفحشاء والمنكر. كما ستكون أول ما يتم سؤاله يوم القيامة.
يتوجب على الآباء تنشئة أبنائهم على الصلاة، فعن عطاء الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ توقود بِهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّـهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ). فمن يتهاون في تعليمه لأولاده الصلاة سيكون مسؤولا عن تفريطه.
الصلاة في أوقاتها
تُعتبر الصلاة على وقتها من أبرز الأعمال التي يتقبلها الله -تعالى-، ذلك بشرط أن يؤديها المسلم مستوفية الشروط والأركان وألا يؤخرها. فعندئذ تكون الصلاة من أفضل الأفعال الصالحة. فقد روي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه سأله النبي -صلى الله عليه وسلَّم-: (أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلَاةُ علَى وقْتِهَا). ويُقصد بـ”وقت الصلاة” الوقت المحدد لأدائها، حيث إنه لا تـُقبل قبل أو بعد ذلك الوقت.
نقاط تعين على الصلاة
هناك العديد من الأمور التي تساعد على أداء الصلاة والالتزام بها، ومن هذه الأمور:
- معرفة الفضل والثواب الحاصل من الصلاة، وما يمكن أن ينقض له إن فاته ذلك.
- التوكل على الله -تعالى- واستمداد العون منه بالدعاء للثبات عليها.
- تدريب النفس على تحسين الأخلاق التي تعين على الالتزام بها، مثل قوتها وصبرها.
- الابتعاد عن أماكن المعصية والاقتراب من الطاعات.
- النظر إليها كوسيلة لشكر الله على نعمه المتزايدة.
- استشعار الخوف من الله -تعالى- ومن العقاب المترتب على ترك الصلاة.
يُعد احترام المسلم للصلاة من احترامه للإسلام، حيث يقف أمام ربه خاشعا ومقبلًا عليه بكل جوارحه، مبديًا إيمانه القوي. والموفق من حافظ على أداء الصلاة وسيرتقي بأخلاقه، بينما من يتهاون بها فقد يلقى عواقب وخيمة.