أنواع الأشخاص النباتيين
يوجد تنوع في أنواع الأشخاص الذين يتبعون نظامًا نباتيًا، ويمكن تصنيفهم إلى الفئات التالية:
- الفئة الأولى: الأشخاص الذين يعتبرون تناول اللحوم محرمًا.
- الفئة الثانية: الذين يرون أن ترك اللحوم هو وسيلة للتقرب إلى الله.
- الفئة الثالثة: الذين يعتقدون بأن تناول اللحوم المباحة مسموح وفقًا لما أباحه الله، لكنهم يفضلون اختيار الخضروات والفواكه كجزء من نظامهم الغذائي النباتي.
حكم من يرى أن أكل اللحوم محرم أو يتقرب إلى الله بتركها
تتضمن هذه المسألة العديد من النقاط المهمة التي ينبغي الإشارة إليها، منها:
- في قول الله تعالى: (قُل مَن حَرَّمَ زينَةَ اللَّهِ الَّتي أَخرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزقِ قُل هِيَ لِلَّذينَ آمَنوا فِي الحَياةِ الدُّنيا خالِصَةً يَومَ القِيامَةِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ لِقَومٍ يَعلَمونَ)، حيث يبرز أن ما أباحه الله هو من النعم والطيبات في هذه الدنيا، ولا يحق لأحد أن يحرمها.
- وفي الآية المذكورة، يرد الله تعالى على أولئك الذين يحرمون الطعام أو الشراب أو الملابس بآرائهم الخاصة بدون أي أساس من شرع الله، إذ أن هذه الأمور هي من الطيبات التي خلقها الله تعالى للمؤمنين، ويستفيد منها الجميع في الحياة الدنيا، بينما تكون خالصة لهم يوم القيامة بفضل الله تعالى.
- لا ينبغي للإنسان أن يعتقد بحرمانية أكل اللحوم أو أن يتقرب إلى الله بإجتنابها، حيث أن ذلك غير جائز، إذ أن الله تعالى قد أباحها وجعلها من النعم التي يتمتع بها المؤمنون في الدنيا، وبالتالي، يجب على المؤمن تناولها وشكر الله تعالى على هذه النعم.
- عندما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم: (اتَّخَذوا أَحبارَهُم وَرُهبانَهُم أَربابًا مِن دونِ اللَّـهِ وَالمَسيحَ ابنَ مَريَمَ وَما أُمِروا إِلّا لِيَعبُدوا إِلـهًا واحِدًا لا إِلـهَ إِلّا هُوَ سُبحانَهُ عَمّا يُشرِكونَ).
قال عدي بن حاتم – وقد أسلم بعد أن كان نصرانيًا -: “لسنا نعبد أحبارنا ورهباننا يا رسول الله”، فقال -عليه الصلاة والسلام-: (أو ليس يُحلُّونَ ما حرم اللهُ فتُحلُّونه ويحرمون ما أحلَّ اللهُ فتُحرِّمونه؟) قال: “نعم”، فقال: “فتلك عبادتُهم”، مما يوضح أن طاعتهم في التحليل والتحريم يعتبر من أنواع العبودية الممنوعة.
- اتباع بعض الأشخاص وتقليدهم في تجنب تناول اللحوم دون اعتقاد بتحريمها لا يُعتبر عبادة.
- تحريم ما لم يُحرم الله انطلاقًا من افتراضات باطلة يُعد كذبًا على الله، وهذا النوع من الافتراءات يُخرج الشخص من ملة الإسلام -والعياذ بالله-، لذا، يجب على المسلم أن يسلم كل أمره لله تعالى.
حكم من لا يأكل اللحوم المباحة دون اعتقاد حرمتها
من يترك تناول نوع معين من الطعام لأنه لا يستسيغه أو يجد نفورًا منه، أو بسبب ظروف خاصة مرت به – كمن شهد ذبح حيوان في صغره وتسبب ذلك في عزوفه عن تناول اللحم – ولا يتقرب إلى الله بتركه اللحم كما تُمارس بعض الديانات الأخرى، فلا بأس عليه في اختياره ترك ما لا يرغب به.
ورغم ذلك، هناك بعض الإرشادات الصحية الهامة التي يجب على المسلم مراعاتها عند اتباع نمط غذائي بهذا الأسلوب، وذلك للحفاظ على صحته البدنية، حيث أن الجسد أمانة من الله تعالى ويتوجب المحافظة عليه.