المدرسة الواقعية في الفن: فهم وتفسير الأساليب والفنون التي تعكس الحياة الواقع.

المدرسة الواقعية في الفن

تُعتبر المدرسة الواقعية واحدة من المدارس الفنية التشكيلية التي تأثرت بالمذاهب الأوروبية، وقد أثر ذلك بدوره على الأدب العربي، حيث قام الأدباء والمثقفون العرب بدراسة الأدب الأوروبي. بدأت هذه المدرسة بالظهور في فرنسا خلال منتصف القرن التاسع عشر، وذلك بعد الثورة الفرنسية عام 1848.

دعت الواقعية إلى أهمية العمل في المجتمع وهدفت إلى عرض أفكار الطبقة العاملة، حيث قدمت مجموعة متنوعة من المواضيع الفنية التي تعكس الصور الحياتية اليومية وما يجري في الواقع الحالي.

أسباب ظهور المدرسة الواقعية

سعى الفن التشكيلي لفهم جميع أسباب الوجود وتفسيرها، وكانت المدرسة الواقعية نتيجة لعدة أسباب، منها:

  • رفض المدرسة الرومانسية التي كانت تعتمد على الأحلام، وتبتعد عن الواقع والقضايا الإنسانية.
  • التحول في المجتمعات نحو الحياة الصناعية وتراجع الحياة الزراعية.
  • التقدم في مجالات العلوم البيولوجية والطبيعية، بالإضافة إلى دراسات علم الوراثة.
  • التطور في الأبحاث الاجتماعية والدراسات الإنسانية.

خصائص المدرسة الواقعية

تميّزت الأعمال الفنية المنبثقة من المدرسة الواقعية بخصائص عدة، منها:

  • الاعتماد على التصوير الواقعي وترك النموذج الكلاسيكي، مما يمنح المشاهد الإحساس بصدق الالتقاط والاقتراب من محيطه.
  • تصوير المشاهد الفنية بدقة، من خلال تتبع كل ما يجري في الواقع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والديني.
  • تركز فنانوا المدرسة الواقعية على محاكاة العقل والمنطق، مع التأكيد على ما هو حقيقي وتجنب الخيال والأوهام.
  • تجاوز الأساطير والأمور التقليدية والتركيز على الحقائق ومخالفة مبادئ المدرسة الرومانسية التي تعتمد على الخيال.
  • عدم الانشغال بالذات والمشاعر الشخصية للفنان، بل التركيز على الموضوع ودعم القضايا الحيوية الواقعية.
  • الاستفادة من الألوان ودرجاتها لتكوين المساحات، مما يعكس الابتعاد عن استخدام التظليل لإبراز الأبعاد.
  • الاهتمام بوصف الأشكال والحركات والتركيز على تفاصيل الألوان والأصوات.
  • تظهار السلبيات الاجتماعية مثل الظلم والفقر والجهل والسعي نحو القضاء عليها.

أبرز روّاد المدرسة الواقعية في الفن

هناك العديد من الفنانين الذين اتبعوا المدرسة الواقعية، وأعمالهم شاهدة على انتمائهم لها، ومن أبرزهم:

جوستاف كوربيه

فنان فرنسي بدأ تصوير الطبقة الغنية في المجتمع، ثم انتقل لفن الواقعية بعد شعوره بأن المدرسة الرومانسية بعيدة عن الواقع. من أشهر أقواله: “لا أستطيع أن أرسم ملاكًا لأنني لم أشاهده من قبل”. لقد عكست لوحاته الواقع الاجتماعي، وكان يؤمن بأن الواقعية هي السبيل للنجاة، ومن أشهر أعماله (الدفن في أونان).

جان فرانسوا ميليه

يُعتبر من أبرز الرسامين الواقعيين، حيث عاش في الريف الفرنسي مما أثر على موضوعات لوحاته التي أبرزت الطبقة العاملة. من أشهر أقواله: “إن مواضيع الفلاحين تتناسب مع طبيعتي بشكل أفضل، فالبعد الإنساني هو ما يلمسني أكثر في الفن”. ساهم في تأسيس مدرسة باربيزون التي تجمع الفنانين المعارضين لنمط الرومانسية، ومن أشهر أعماله (الرجل والمجرفة).

روزا بونور

تميّزت بفن تصوير الحيوانات، حيث كانت تُعرض لوحاتها في البيئات الريفية مثل المزارع. كذلك، تُعتبر واحدة من أكثر الفنانين إنتاجًا للوحات في القرن التاسع عشر.

Scroll to Top