الاختلافات بين الطقس والمناخ

فهم الفروق بين الطقس والمناخ

يفشل الكثيرون في التفرقة بين مفهومي المناخ والطقس، ويعود ذلك إلى العلاقة الوثيقة بينهما. يمكن تعريف الطقس بشكل واضح على أنه الحالة الجوية السائدة في يوم معين، سواء كانت درجة الحرارة 24 درجة مئوية مع أجواء مشمسة، أو -6 درجة مئوية مع تساقط كثيف للثلوج.

أما المناخ، فيُعدّ الحالة المتوقعة للجو على مدى فترة زمنية معينة، ويُعبّر عنه متوسط الطقس في زمن ومكان محددين. على سبيل المثال، قد يتسم مناخ منطقة ما في شهر يوليو بالحرارة والرطوبة، أو قد يُسجل تساقط الثلوج في يناير في مناطق أخرى. يحتوي سجل المناخ المتوقعة على قيم قصوى لمعدلات الأمطار ودرجات الحرارة، مما يعكس التغيرات اليومية المتوسطة على مدى فترات طويلة. وعليه، يمكن أن يتغير الطقس من دقيقة لأخرى، ومن يوم لآخر، ومن موسم لموسم.

تعريف الطقس

الطقس يمكن تعريفه بأنه الحالة اليومية للغلاف الجوي وأي تغييرات تطرأ عليه خلال فترة زمنية قصيرة، تتراوح بين دقائق إلى عدة أسابيع. يمثل مفهوم الطقس وتغيراته اليومية مجموعة من قيم درجات الحرارة، معدلات الرطوبة، كثافة الغيوم، مستوى الرؤية، واتجاه الرياح.

تحدث معظم التغيرات في الأحوال الجوية في طبقة التروبوسفير من الغلاف الجوي، القريبة من سطح الأرض، مما يؤدي إلى تغييرات في الطقس في جميع أنحاء العالم خلال فترات زمنية تتراوح من دقائق إلى أسابيع.

تعريف المناخ

يركز مفهوم المناخ على وصف حالة الطقس لفترات طويلة، على عكس الطقس الذي يعكس التغيرات قصيرة المدى. تُستخدم مصطلحات مثل درجة الحرارة، وشدة الرياح، وكمية الأمطار والثلوج لوصف مناخ منطقة معينة في وقت معين.

يباحث العلماء في معدلات هطول الأمطار، درجات الحرارة، نسب الرطوبة، وكميات أشعة الشمس لفترات طويلة، يتم من خلالها احتساب متوسطات تساعد في وضع معايير عامة للمناخ، مما يمكّنهم من وصف مناخ مكاني معين. كما يمكنهم أيضًا توقع الأيام التي يكون فيها الطقس أكثر برودة أو حرارة خلال السنة. وعلى الرغم من ذلك، تبقى تقديراتهم بعيدة عن تقديم وصف دقيق لحالة الطقس ليوم معين. باختصار، يساعد الطقس في تحديد ملابس يوم معين، بينما يقدم المناخ معلومات حول أنواع الملابس التي ينبغي توفرها في الخزانة خلال تلك الفترة.

رصد الطقس وتوقع المناخ

يعد التنبؤ بالطقس موضوعًا مثيرًا للاهتمام للكثيرين، حيث يسعى المتنبئون لتقديم إجابات عن تساؤلات الأفراد حول درجات الحرارة المتوقعة، واحتمالية هطول الأمطار، وكذلك وجود العواصف الرعدية. يعتمد المتنبئون بشكل أساسي على بيانات عددية تتعلق بعناصر المناخ مثل ضغط الهواء، الرطوبة، والرياح، من أجل الوصول لأفضل تقدير للوضع الحالي والمستقبلي. تعزز مهارات المتنبئين والمعلومات المتاحة جودة دقة توقعاتهم، وغالبًا ما تكون دقيقة لفترات قصيرة لا تتجاوز الأسبوع. بينما تعتمد التوقعات المناخية طويلة الأجل التي تمتد لحوالي ستة أشهر على العلاقات الإحصائية بين الظواهر المناخية العالمية الكبرى مثل النينيو والنينيا، بالإضافة إلى معدلات هطول الأمطار ودرجات الحرارة العالمية، سواء من خلال الطرق التقليدية أو عبر استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

يمكن تعريف عملية التنبؤ بالطقس بأنها تطبيق مبادئ الفيزياء مع عدة تقنيات إحصائية وتجريبية. ولا تقتصر العملية على التغييرات الجوية فقط، بل تمتد إلى التغيرات التي تحدث على سطح الأرض بسبب هذه الظروف الجوية، مثل تكوّن الجليد، المد والجزر، والفيضانات.

أما بالنسبة لتوقع المناخ على مدى فترات طويلة، مثل 50 أو 100 عام، فهو ليس بالأمر البسيط. لا يمكن الاعتماد على المشاهدات في هذا السياق، حيث يتعذر أخذ مشاهدات من المستقبل. لذا، يتم الاعتماد بدلًا من ذلك على النماذج المناخية.

تُعرَف التوقعات المناخية بأنها البيانات المحتملة حول الظروف الجوية المستقبلية على فترات زمنية طويلة، بدءاً من المواسم، إلى العقود، وربما أبعد من ذلك، تغطي نطاقات مختلفة بدءًا من المحلية، إلى الإقليمية، وصولًا إلى العالمية.

Scroll to Top