عملية امتصاص فيتامين د في الجسم

فيتامين د

يعد فيتامين د من الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، حيث يلعب دورًا حيويًا في تعزيز امتصاص الكالسيوم في الأمعاء، ويعمل على المحافظة على مستويات الكالسيوم والفوسفات في الدم. ومن المهم الإشارة إلى أن نقص استهلاك الكميات الكافية من فيتامين د يمكن أن يؤدي إلى ترقق العظام وزيادة هشاشتها. كما أن الحصول على كميات كافية من هذا الفيتامين يساهم في الحماية من مرض الكُساح عند الأطفال، وتليّن العظام لدى البالغين. بالإضافة إلى ذلك، يرتبط وجود فيتامين د بكميات كافية مع تقليل خطر الإصابة بهشاشة العظام لدى الكبار عند تناوله مع الكالسيوم، فضلاً عن دوره في تعزيز صحة الجهاز المناعي من خلال تقليل حدوث الالتهابات.

امتصاص فيتامين د

يتم امتصاص فيتامين د بشكل أفضل في الدم عند تناوله مع الأطعمة الغنية بالدهون، نظرًا لطبيعته كفيتامين قابل للذوبان في الدهون. لذا، يُنصح بتناول مكملات فيتامين د إلى جانب الوجبات لتعزيز ذلك الامتصاص. أظهرت دراسة شملت 17 شخصًا أن تناول فيتامين د مع الوجبة الأساسية في اليوم يمكن أن يزيد من مستوى فيتامين د في الدم بنسبة 50% بعد مرور 2 إلى 3 أشهر. علاوة على ذلك، أظهرت دراسة أخرى أن تناول فيتامين د مع وجبة غنية بالدهون زاد من مستوياته في الدم بنسبة 32% بعد 12 ساعة، مقارنة بتناوله مع وجبة فقيرة بالدهون. ومن الأمثلة على الأطعمة التي تعزز امتصاص فيتامين د: الأفوكادو، المكسرات، البذور، منتجات الحليب كاملة الدسم، والبيض.

التوصيات الغذائية لفيتامين د

يوضح الجدول أدناه الكمية الموصى بها يوميًا من فيتامين د (المعروفة باسم RDA) لمختلف الفئات العمرية بوحدة القياس الدولية. يحتاج الأفراد الأكثر عرضة لنقص فيتامين د إلى كميات أكبر من الموصى بها، وفي هذه الحالات يُفضل استشارة طبيب مختص لتحديد الكمية المناسبة:

العمرالتوصيات الغذائية
منذ الولادة إلى 12 شهرًا400 وحدة دولية
1-70 عامًا600 وحدة دولية
71 عامًا فما فوق800 وحدة دولية
النساء الحوامل والمرضعات600 وحدة دولية

مصادر فيتامين د

يمكن الحصول على فيتامين د من عدة مصادر، وهي كما يلي:

  • أشعة الشمس: يتم إنتاج فيتامين د عندما تخترق الشمس البشرة، ويُخزن في الدهون لاستخدامه لاحقًا. يعتمد مدى إنتاج الجلد لفيتامين د على عدة عوامل مثل الوقت من اليوم، والموسم، ولون البشرة، والعمر، بالإضافة لعوامل أخرى.
  • الغذاء: يتواجد فيتامين د في بعض الأطعمة، مثل الأسماك الدهنية كالسلمون، والإسقمري، والتونة. كما يتم تعزيز بعض الأطعمة مثل الحليب ومشتقاته، وعصير البرتقال، والحبوب المدعمة بفيتامين د. ومن المهم معرفة أنه غالبًا ما يكون من الصعب الحصول على الكمية الكافية من فيتامين د فقط من الأغذية، مما يستدعي الحاجة لتناول مكملات غذائية.
  • المكملات الغذائية: هناك نوعان من مكملات فيتامين د، وهما فيتامين د2 وفيتامين د3، وكلاهما يدعم صحة العظام. الأفراد الأكثر حاجة لمكملات فيتامين د يتضمنون:
    • الأطفال من الولادة حتى سن السنة، بما في ذلك أولئك الذين يتناولون الحليب الصناعي بأقل من 500 مل في اليوم.
    • الأطفال من سن السنة إلى أربع سنوات.
    • الأشخاص الذين لا يتعرضون لأشعة الشمس، مثل القاطنين في دور الرعاية، أو من يرتدون ملابس تغطي معظم الجسم.

مخاطر نقص فيتامين د

يمكن أن تشير آلام العظام وضعف العضلات إلى نقص فيتامين د، ومع ذلك قد يكون من الصعب التعرف على هذه الأعراض لدى العديد من الأشخاص. يرتبط تدني مستويات فيتامين د في الجسم بعدد من المشاكل الصحية، ومنها:

  • زيادة خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.
  • الإصابة بالربو الحاد لدى الأطفال.
  • الإصابة بأنواع معينة من السرطان.
  • ضعف الإدراك لدى كبار السن.

أسباب نقص فيتامين د

يحدث نقص فيتامين د نتيجة للعديد من الأسباب، ومنها:

  • الأمراض المزمنة: الحالات التي تؤثر على امتصاص فيتامين د، مثل أمراض الأمعاء الالتهابية، الداء البطني، والسمنة، يمكن أن تؤثر أيضًا على مستوياته في الدم. كما يمكن أن تؤدي أمراض الكلى أو الكبد المزمنة إلى تداخل في تحويل فيتامين د إلى صورته النشطة في الجسم.
  • انخفاض قدرة الجلد على تصنيع فيتامين د: الأفراد ذوو البشرة الداكنة هم أكثر عرضة لنقص فيتامين د بسبب تأثير صبغة الميلانين على إنتاج الفيتامين عند التعرض للشمس. التقدم في العمر، واستخدام واقيات الشمس، وتغطية الجسم بالملابس، كلها عوامل تؤدي إلى تقليل إنتاج فيتامين د.
  • عدم التعرض الكافي لأشعة الشمس: الأشخاص الذين يقضون فترات طويلة في أماكن مغلقة بعيدًا عن الشمس عادة ما تكون لديهم مستويات منخفضة من فيتامين د. تجدر الإشارة إلى أن التعرض لأشعة الشمس لمدة لا تتجاوز 15 دقيقة يوميًا بين الساعة العاشرة صباحًا والثالثة مساءً، على مدار 3 أيام في الأسبوع يعد كافيًا.

سمية فيتامين د

قد يؤدي تناول كميات كبيرة من فيتامين د إلى أضرار صحية، حيث ترتبط سميته عادةً بجرعات عالية جدًا تُتناول لفترة طويلة تتجاوز السنة. الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم، مما يمكن أن يسبب ارتباكًا عقليًا ومشاكل في القلب. الحد الأقصى الآمن المسموح به هو 4000 وحدة دولية. يجب على الأفراد الذين يتناولون أدوية معينة تجنب تناول فيتامين د، لأنه يمكن أن يتداخل مع فعاليتها، كأدوية إنقاص الوزن وأدوية علاج الصرع. من الأعراض الناتجة عن سمية فيتامين د ما يلي:

  • التقيؤ.
  • الغثيان.
  • الإمساك.
  • فقدان الوزن.
  • الضعف العام.
  • تلف الكلى.
  • فقدان الشهية.
Scroll to Top