مقدار الصاع بالكيلو جرام: تُستخدم وحدة الصاع بشكل أساسي كوحدة قياس الحجم، إلا أن الفقهاء قاموا بتعديلاتها من أجل تقدير كتلة الصاع واستخدامه لاحقًا كوحدة قياس للكتلة. الهدف من هذه الجهود هو ضمان الحفاظ على بقاء الوحدة واستمراريتها.
ما هو الصاع؟
يُعرف الصاع النبوي بأنه ليس مقياسًا للوزن، بل هو مقياس للحجم، ويمكن مقارنته بحجم وعاء كبير للسلطة.
يتكون الصاع من أربعة “مُد”، حيث يُعتبر المُد إناءً أصغر حجمًا، يشبه حجم وعاء السلطة الصغيرة.
للمزيد من الدقة، يُعادل المُد النبوي في القياسات الحديثة 0.75 لتر (أي 750 مل)، وبالتالي يُعتبر الصاع ثلاثة لترات.
تم احتساب هذا المُد بناءً على مُد يحيى بن عثمان، الذي اعتمد قياسه على مُد شيخه العلامة أبو سعيد محمد عبد الله اللكنوي (ت 1400).
تمت متابعة هذا القياس تبعًا لمُد شيخه حتى تم الوصول إلى مُد زيد بن ثابت رضي الله عنه، الذي كان مستخدمًا في الأندلس وغيرها، ويعود استخدامه إلى (على الأقل) القرن الرابع.
قال العلامة اللكنوي رحمه الله – وهو معلم سابق في الحرم بمكة وعالم هندي راسخ في التوحيد – في هذا الصدد:
هذا هو المُد الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم خلال حديثه، وفقًا لما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه.
“اللهم بارك لهم في مكيالهم، وبارك لهم في صاعهم ومدهم” (أي أهل المدينة) [البخاري ومسلم].
وفي رواية أخرى للبخاري: “اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا”، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ بالمُد ويغتسل بالصاع.
تابع أيضًا:
كيفية حساب زكاة الفطر الخاصة بك
تعد إحدى الطرق البسيطة لحساب زكاة الفطر هو استخدام المكافئ الحديث للصاع، والذي يعادل 750 مل من الطعام احتياجك له في كوب قياس كبير.
ثم يُستخدم نفس المقدار (سواء قمت بالتحويل وزناً أم لا) ما مجموعه أربع مرات لمُساهمة زكاة كل شخص.
هذه الطريقة فعّالة مع أي نوع من أنواع الطعام، ما يلغي الحاجة لإجراء حسابات مطولة وتحويلات تختلف من نوع إلى آخر.
على سبيل المثال، بعض أنواع الأرز قد تكون أثقل من غيرها، وهذا يختلف حتى ضمن النوع الواحد نفسه، فهناك أنواع مختلفة بكثافات وأوزان متباينة.
لذا، إذا رغبت في إخراج زكاة الأرز، فيمكنك أن تقيس 750 مل من النوع الموجود لديك في كوب القياس.
وإذا رغبت في إخراج الزكاة في وعاء مغلق، يمكنك وزن 750 مل الذي قمت بقياسه ثم تضرب الوزن في 4.
وبذلك يكون وزن زكاة الفطر لشخص واحد من ذلك النوع من الطعام، ثم تضرب ذلك في عدد الأشخاص الذين تخـرج الزكاة عنهم.
خطوات حساب الصاع
الخطوة الأولى – حدد عدد الأشخاص المدفوع عنهم زكاة الفطر
- مثلاً، إذا كان لدى رجل زوجة وأربعة أبناء، وقد طلب منه والديه أيضًا دفع زكاة الفطر لهم، فإنه يحتاج إلى إخراج 8 وحدات أو بدقة 8 صاعات من الطعام.
الخطوة الثانية – تحديد مقدار صاع واحد (3 لترات) من صنف الطعام المختار
يختار الرجل في مثالنا استخدام الشعير، لذا يمكنه:
- (أ) قياس ثلاثة لترات من الشعير في إبريق قياس كبير، إذا كان لا يمانع في فتح الوعاء، فلن يُعتبر ذلك غير مقبول للفقير.
- (ب) قياس 750 مل من الشعير في كوب قياس، ثم وزن المقدار، ثم اضرب الوزن في 4، وفي هذا المثال لنفترض أن 750 مل من الشعير تزن 400 جرام.
- إذن 400 جرام × 4 = 1.6 كجم؛ وبالتالي فإن وزن صاع واحد من هذا النوع من الشعير سيكون 1.6 كيلوجرام.
الخطوة الثالثة – اضرب المقدار من الخطوة الثانية في عدد الأشخاص المحددين في الخطوة الأولى
يمكن القيام بذلك بإحدى طريقتين:
- (أ) 3 لترات × 8 = 24 لترًا من الشعير كما في هذا المثال (بناءً على الحجم الأصلي).
- (ب) 1.6 كجم × 8 = 12.8 كجم في هذا المثال (تم تحويله إلى وزن).
الصاع بالكيلو جرام
في ترجمة فتوى من الهيئة الدائمة للعلماء في المملكة العربية السعودية، برئاسة الشيخ ابن باز رحمه الله، يتم الإشارة إلى مقدار يقدر بـ 2.172 كيلو جرام للصاع الواحد.
ومع ذلك، هذا لا يعني أن مثل هذا القياس يجب أن يكون غير دقيق، لأن صاع (3 لتر) لبعض أنواع الطعام قد يزن في الواقع 2.172 كيلو جرام بالضبط.
ومع ذلك، ينبغي أن يُفهم أن هذا التحديد لم يُتفق عليه من جانب العلماء في الفتوى المرجعية، والله أعلم.
هل المُد مجرد “حفنة مزدوجة” (كفين اليد) أم هو “وعاء”؟
تباينت الآراء حول ماهية المُد، هل هو مقدار ما يمتلئ به كفان، أم أنه وعاء، وتتداخلت الآراء فيما يلي:
الرأي الأول – المُد وعاء مادي فعلي وليس حفنة مزدوجة
المُد ليس مجرد حفنة مزدوجة، بل هو وعاء مادي فعلي (مثل وعاء صغير أو كوب كبير).
وهو وحدة قياس معيارية كانت مستخدمة بشكل شائع في زمن النبي صلى الله عليه وسلم في الأسواق وفي منازلهم.
تعتمد هذه الوحدة على حفنة مزدوجة، لكن الصحابة قاموا بالبيع والشراء باستخدام العبوات (المُد والصاع) بدلاً من حفناتهم المزدوجة.
كما كانوا يقومون بدفع زكاة الفطر باستخدام هذه الأواني (الصاع والمُد)، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يطلب من زيد بن ثابت قياس المُد والصاع من الطعام بالمدينة.
ولم يُشرع الله سبحانه وتعالى أن يتوجب على أصحاب الأيدي الكبيرة زيادة زكاة الفطر، ولا أن ينقصها أصحاب الأيدي الصغيرة.
بل هناك قياس موحد وفقًا للتشريع، ومن المعروف أنه من غير الدقيق تعريف المُد المذكور بالاستناد للنصوص كونه مجرد “حفنة مزدوجة” لأي شخص.
بل إن المُد كان يشير إلى وعاء حقيقي، وقد عمل علماءنا على مر العصور على توثيق حجمه وشكله ووصفه.
الرأي الثاني – المُد عبارة عن حفنة مزدوجة لرجل متوسط الحجم وليس وعاء
في مقال عميق ودقيق، نشر الأخ أبو سفيان في الكويت (رحمه الله) مؤخرًا ما يلي:
- سألت شيخنا الدكتور أبو محمد فواز العوضي عن تحديد المُد والصاع، في ظل تعدد آراء العلماء والمعلومات المتاحة على الإنترنت.
- وأشار إلى أن المُد النبوي هو قياس يعتمد على الحجم، يتعلق باليدين الممدودتين لشخص متوسط الحجم.
- مضيفًا أن هذا هو صاع أهل المدينة، وأن المُد هو مقياس وليس كوبًا أو وعاءً.