المسرح الكلاسيكي الفرنسي
تُعرف الكلاسيكية الفرنسية أيضاً باسم الكلاسيكية الحديثة، وهي حركة أدبية ظهرت في فرنسا في أواخر القرن السابع عشر. تهدف هذه الحركة إلى تصوير الأدب كوسيلة للتعبير عن الفلسفة والفن والحياة وفق رؤى الأدباء والفنانين، مستندةً إلى ركائز أساسية تتمثل في البساطة والتوازن.
تشير الفترة من 1400م إلى 1685م إلى أوج ازدهار المذهب الفرنسي الكلاسيكي، حيث اعتبرت تلك الفترة بمثابة العصر الذهبي لولادة الكلاسيكية في أوروبا. وقد كان للملك لويس الرابع عشر دور كبير في رعاية الفنون والآداب، كما كان يعتبر مرشداً ومؤثراً في الحياة الفكرية لتلك الحقبة.
استندت النصوص المسرحية الفرنسية إلى عدة مبادئ تأثرت بنظرة أرسطو للفن المسرحي اليوناني. وتتضمن هذه المبادئ تقليد الطبيعة وتقديم صورة فنية تعكس الواقع بشكل حقيقي، مع التركيز على احترام العقل وتجنب تصوير الأوهام. كما انصبت جوهر النصوص المسرحية على تعليم الأخلاق والمبادئ العليا وتفعيل مبدأ المحاكاة.
بدأت آثار الحركة الكلاسيكية تتجلى في فرنسا من خلال ترجمات المؤلفات المسرحية اليونانية التي قام بها إيتن جوديل، الذي تحول بعد فترة من الزمن نحو إحياء المذهب الكلاسيكي. وعلى الرغم من أن المسرح اليوناني كان مليئاً بالحداثة، إلا أن المسرح الفرنسي قدم عدة تسهيلات، منها السماح بوجود عقد ثانوية دون التأثير على العقدة الأساسية أو الإخلال بوحدة الموضوع.
رواد المسرح الكلاسيكي الفرنسي
تشمل قائمة رواد المسرح الكلاسيكي الفرنسي الأسماء التالية:
- كليمان مارو
بين عامي 1497م و1544م، اعتنى مارو بالبلاغة التقليدية قبل أن ينتقل إلى فن الشعر. تميزت أشعاره بالتنوع والوضوح والقدرة على التعبير السليم، مستخدماً أسلوباً قصصياً ورمزياً في أطروحاته، حيث استعمل حوارات تجسد شخصيات حيوانات لتحقيق أهداف نبيلة.
- فيكتور هيجو
على الرغم من كونه روائياً، إلا أنه أبدع في المسرح. دافع عن الرومانسية وحيدًاً بينما ابتعد عن الكلاسيكية التقليدية، مستخدماً أعماله لتعبير عن أفكاره السياسية.
- بير كورنيل
من عام 1606م إلى 1684م، يُعتبر كورنيل واحداً من أبرز الكتّاب في المسرح الكلاسيكي الفرنسي. تميز بقدرته على تعزيز الحبكة المسرحية المأساوية وإيصال المتلقي إلى الخاتمة بشكل غير مُدرَك.
- جان راسين
عاش بين عامي 1639م و1699م، وكان شاعراً وكاتباً فرنسياً مهتماً بتطوير الأعمال المسرحية التراجيدية التي تركز على تجميع الأفكار الواضحة ومكامن الروح البشرية.
- موليير
منذ عام 1622م وحتى 1673م، يُعتبر موليير من رواد الكوميديا الراقية وأحد أعظم المبدعين في المسرح الأوروبي الهزلي. كانت أعماله تتميز بقدرته على تصوير الشخصيات بشكل يقترب من الواقع الفني، وخاصة تلك التي تهدف إلى إضحاك الجمهور.
مسرحيات الكلاسيكية الفرنسية
تُعتبر المسرحيات التالية من بين الأكثر شهرة خلال عصر ازدهار الكلاسيكية الفرنسية:
- مسرحيات الأخلاق
من أبرز كتاب مسرحيات الأخلاق هو إيميليو دي كافاليري. وتمثل هذه الأعمال نوعاً من الحكايات الرمزية التي تركز على اختيار البطل لأسلوب حياة يجسد القيم الإنسانية ويبتعد عن الشر.
- مسرحية السيد
كتبها بيير كورناي، وتدور أحداثها حول السيد أو ما يُعرف بـ”رودريغو”، الذي اختاره الملك سانشو الثاني قائدًا لوائحه بسبب براعته العسكرية. يرافق سانشو الثاني ورودريغو في مهمة عسكرية نحو سرقسطة.
- مسرحية طبيب رغم أنفه
مسرحية شهيرة لموليير، كُتبت عام 1666م، تتناول قصة الحطاب الذي يُجبر على أن يصبح طبيباً بناءً على رغبة زوجته.