الفروق بين الصلاة الجهرية والصلاة السرية
تتباين الصلاة الجهرية عن الصلاة السرية من عدة جوانب، ونوضح ذلك فيما يلي:
تعريف الصلاة الجهرية
- الصلاة الجهرية هي تلك الصلوات التي يتوجب على المصلي فيها أن يرفع صوته أثناء القراءة في الأوقات المحددة لذلك.
- يعمد المصلي إلى الجهر في الركعتين الأوليين من الصلاة، بينما يسر في بقية الركعات. فعلى سبيل المثال، في صلاة المغرب يجعل المصلي صلاته سرية في الركعة الثالثة، وكذلك الأمر في صلاة العشاء حيث يسر في الركعتين الثالثة والرابعة. الصلوات الجهرية تشمل:
- صلاة الفجر.
- الركعتان الأولى والثانية من صلاتي المغرب والعشاء.
تعريف الصلاة السرية
- الصلاة السرية هي الصلاة التي يخفّض فيها المصلي صوته، بحيث لا يسمع أحد غيره.
- بشكل عام، يسر المصلي في جميع ركعات الصلاة السرية ولا يجهر في الركعتين الأوليين كما هو الأمر في الصلاة الجهرية. الصلوات السرية تتضمن:
- صلاة الظهر.
- صلاة العصر.
- النوافل التي تُصلى أثناء النهار.
أحكام الجهر والإسرار في الصلاة
تعددت آراء فقهاء الدين حول حكم الجهر والإسرار في الصلاة بالنسبة للإمام والمأموم والمصلي المنفرد، وتتمثل آراءهم على النحو التالي:
حكم الجهر والإسرار للمصلي المنفرد
- الحنفية والحنابلة: يرون أن المصلي إذا كان منفردًا، فإنه يملك الخيار بين الجهر والإسرار خلال الصلوات الجهرية.
- المالكية والشافعية: يقترحون أن من السنة الجهر في الصلاة الجهرية والإسرار في الصلاة السرية.
حكم الجهر والإسرار للإمام
- الرأي العام: يوصى بالإمام بالجهر في الصلاة الجهرية والإسرار في الصلاة السرية.
- الحنفية: يؤكدون على وجوب الجهر على الإمام في الصلاة الجهرية والإسرار في الصلاة السرية، ومن يخالف ذلك يجب عليه سجود السهو.
حكم الجهر والإسرار للمأموم
يستحب للمأموم في الصلاة خلف الإمام أن يسر في جميع الصلوات السرية والجهرية، حتى لو لم يسمع الإمام. كما يُكره له أن يجهر بالقراءة، لكي لا يحدث إرباكًا لـلآخرين من المصلين. وقد ورد في الحديث الشريف: “أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر، فجعل رجل يقرأ خلفه بسبح اسم ربك الأعلى، فلما انصرف قال: أيكم قرأ؟ فقال رجل: أنا، فقال: قد ظننت أن بعضكم خالجنيها”، حيث تعني كلمة خالجنيها هنا أنه كان ينازعه أو يخلط عليه في قراءته، وكان مقصد النبي صلى الله عليه وسلم التنبيه لعدم رفع الصوت إلى درجة الإزعاج.
الحكمة من الصلاة الجهرية والسرية
يتبع المسلم في بعض الصلوات الجهر بينما يُسَرّ في أخرى، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم وامتثالاً لأوامر الله تعالى. وقد أشار بعض العلماء إلى الحكمة وراء الجهر في الصلوات الجهرية مثل المغرب والعشاء، حيث أن الناس ينصتون للإمام لتحقيق الخشوع في الصلاة، وهذا يعود إلى أن الانشغالات تكون أقل أثناء الليل مقارنة بأعمال النهار. كما أن القراءة السرية في الصلوات النهارية تساعد المصلي على التدبر في ما يقرأ من الآيات.