الفروق بين الأوّابين والتوّابين
سنستعرض في هذا المقال الفروق الأساسية بين الأوّابين والتوّابين:
- الأوّابون والتوّابون تمثلان درجتين مهمتين يجب أن نطمح للوصول إليهما، وهذه المصطلحات تعني:
- الأوّابون: هم الذين يعودون إلى رضا الله تعالى، أما التوّابون: فهم من يشعرون بالندم على ارتكاب المعصية ويتوبون عنها، بمعنى أنهم يتوبون بكثرة.
- يُعتبر الأوّابون هم الذين يتوجهون بالتوبة إلى الله -عزّ وجلّ- في جميع الأوقات.
- وفقًا لقوله -جلّ جلاله-: (إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)، أوضح الإمام الثعلبي أن التوّابين هم من يتوبون من الكبائر والآثام التي ترتكب ضد الله، وأن التوّاب هو الذي يتوب إلى الله بعد كل ذنب. وهذا يتوافق مع قوله -عزّ وجلّ-: (فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوّابينَ غَفورًا).
- وفسّر الطبري قوله -تعالى-: (فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوّابينَ غَفورًا)، بأن الأوّاب هو من يتوب من الذنب ويعود إلى طاعة الله -عزّ وجلّ-، ويترك ما يكرهه ليعمل بما يرضيه، لذا فإن الأوّاب يُعد فعّالًا؛ لأنه يعود باستمرار إلى الله.
خصائص الأوّابين
يمتاز الأوّابون بمجموعة من الصفات، وفيما يلي بعض من هذه الصفات:
- عند ارتكاب العبد لذنب، سواء كان صغيرًا أو كبيرًا، لا يستسلم لليأس، بل يبادر بالاستغفار والتوبة إلى الله -تعالى-.
- عندما يتذكر الأوّابون ذنوبهم وما اقترفوه في حق الله -تبارك وتعالى-، يعودون للاستغفار مرة أخرى.
- يُظهر الأوّاب في العودة من السفر توبته لله، كما كان يفعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند عودته، حيث كان يقول: (آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ).
- من صفات الأوّابين أنهم قبل أن يقوموا من مجالسهم، ذكروا ما جاء في رواية ابن مسعود: (كفارة المجلس أن يقول العبد: سبحانكَ اللهمَّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، وحدَكَ، لا شريك لك، أستغفِرُكَ وأتوبُ إليك).
صلاة الأوابين
تُعتبر صلاة الضحى من السنن المؤكدة، وهي تُعرف أيضًا بصلاة الأوابين، استنادًا لما قاله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يُحَافِظُ على صلاة الضحى إلا الأوابون، وهي صلاة الأوابين). إليكم المزيد حول هذه الصلاة:
- ذُكر في حديث زيد بن أرقم أنه رأى أشخاصًا يصلون الضحى، فقال: (أما لقد علموا أن الصلاة في غير هذه الساعة أفضل؛ إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: صلاة الأوابين حين ترمض الفصال)، حيث تشير “ترمض” إلى احتراق أخفافها من شدة الحر، و”الرمضاء” هي التراب الساخن الناتج عن حرارة الشمس.
- أشار الإمام ابن الأثير إلى فضل تأخير صلاة الضحى إلى فترة شدة الحر، وهو ما يُقصد بصلاة الأوابين في وقت ارتفاع الشمس واشتداد الحرارة.
- أكد ابن دقيق العيد على مشروعية صلاة الضحى وأنها مستحبة، وأقلّ عدد للركعات فيها هو ركعتان. كما ذكرت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي الضحى أربع ركعات، ويزيد ما شاء الله.