النقرس وتأثيراته على صحة الكلى

ما العلاقة بين النقرس ومشاكل الكلى؟

تعتبر العلاقة بين مرض النقرس ومشكلات الكلى وثيقة للغاية، إذ يمكن أن يتسبب كل منهما في الإصابة بالآخر. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن ذلك ليس حتميًا وليس حدثًا يحدث دائمًا. في السطور التالية، نتناول تفاصيل هذه العلاقة.

النقرس وتأثيره على الكلى

إذا لم يتم علاج النقرس، فقد يتحول إلى حالة مزمنة تؤثر على أجزاء عدة من الجسم، بما في ذلك الكليتين. فعندما ينتقل حمض اليوريك عبر الدم إلى الكلى، تقوم الكلى بتصريفه إلى البول للتخلص منه. ولكن في حال وجود كمية مفرطة منه، قد لا تتمكن الكلى من التخلص منه بشكل كامل، مما يؤدي إلى تراكمه في الدم. كما يمكن أن يؤدي حمض اليوريك إلى تكوين حصوات في الكلى، والتي قد تؤدي بدورها إلى تندب الكلى واحتمالية حدوث فشل كلوي مستقبلاً.

تشير الدراسات إلى أن العلاقة بين النقرس وأمراض الكلى تشكل خطرًا كبيرًا، حيث يكون الأفراد الذين يعانون من النقرس ومشاكل كلوية أكثر عرضة للوفاة بمعدل يصل إلى 80% مقارنة بالذين لا يعانون من النقرس، وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة Arthritis & Rheumatology عام 2019.

الكلى وتأثيرها على النقرس

يمكن أن تؤدي مشاكل الكلى إلى الإصابة بالنقرس، وهذه العلاقة تعتبر أكثر شيوعًا من الحالة السابقة التي تناولناها. فحوالي 1 من كل 10 أشخاص يعانون من مرض الكلى المزمن يصابون بالنقرس. في كثير من الأحيان، يواجه المصابون بأمراض الكلى نوبات من النقرس غير المنضبط، مما قد يؤدي إلى تفاقم حالة الكلى ومضاعفات صحية إضافية.

من بين الحالات المتعلقة بالكلى، يظهر مرض يعرف باسم مرض الكلى المرتبط بالأورومودولين، وهو حالة وراثية حيث تعجز الكلى عن إزالة حمض اليوريك بكفاءة، مما يؤدي إلى تراكمه وتطور النقرس. قد تظهر أعراض النقرس في سن مبكر، حتى في مرحلة المراهقة، مما يزيد من خطر الإصابة بفشل كلوي.

التعامل مع النقرس ومشاكل الكلى

تتطلب بعض العلاجات المستخدمة للنقرس، مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، الحذر لاستخدامها من قبل مرضى الكلى، حيث يجب تعديل الجرعة أو تجنب بعض الأدوية الشائعة عند وجود مشاكل كلوية. من جهة أخرى، قد يتناول بعض المرضى بأمراض الكلى أدوية مثل مدرات البول التي تزيد من خطر الإصابة بالنقرس، مما يستدعي ضرورة الإبلاغ عن جميع الأدوية المستخدمة للطبيب لتحديد العلاج الأنسب.

إليك بعض النصائح والإرشادات التي يمكن أن تساعد الأفراد الذين يعانون من النقرس وأمراض الكلى في التحكم في مرضهم وتحسين صحتهم العامة:

  • المحافظة على وزن صحي وتخفيف الوزن الزائد.
  • الحفاظ على ضغط الدم في مستوياته الطبيعية.
  • الانتظام في ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة يوميًا، أو 5 مرات في الأسبوع.
  • مراقبة مستوى السكر في الدم والتأكد من بقائه ضمن الحدود المستهدفة، حتى في غياب مرض السكري.
  • اتباع نظام غذائي منخفض بالبيورينات، عبر تجنب أطعمة مثل الديك الرومي، القرنبيط، الفاصولياء البيضاء، والبازيلاء، إضافة إلى الأطعمة الغنية بالسكر وتلك التي تحتوي على شراب الذرة عالي الفركتوز.
  • تجنب تناول الكحول.
  • اتباع نظام غذائي صحي يشمل الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة، والاستعانة بأخصائي تغذية لمعرفة الأطعمة المسموحة والممنوعة، بالإضافة إلى الكميات المناسبة من المكونات الغذائية المختلفة.

ملخص المقال

إن هناك علاقة متبادلة بين مرض النقرس ومشكلات الكلى، حيث يمكن لكل منهما أن يؤدي إلى الآخر. ومع ذلك، يُلاحظ أن النقرس غالبًا ما يُعتبر علامة على وجود مشاكل في الكلى. يمكن التحكم في كلتا الحالتين من خلال الالتزام بالعلاجات الطبية، واتباع نظام غذائي صحي تحت إشراف مختص، وكذلك السيطرة على مستويات السكر وضغط الدم، والحفاظ على وزن صحي، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة بشكل منتظم.

Scroll to Top