الفارق بين الرؤية والرسالة في المؤسسات

الرؤية والرسالة

تمثل الرؤية (بالإنجليزية: Vision) والرسالة (بالإنجليزية: Mission) الأساس الذي تستند إليه مختلف الشركات والمنظمات في صياغة أهدافها. وغالبًا ما يُخطئ الناس في التمييز بينهما، حيث تتركز الرؤية حول الحالة المستقبلية التي تسعى الشركة لتحقيقها، بينما تصف الرسالة الأهداف والخطط التي تعمل الشركة بموجبها في الوقت الحالي.

تكمن أهمية رؤية الشركة ورسالتها في تأثيرهما الكبير على نموها ونجاحها المستقبلي، بغض النظر عن حجمها أو نوعها أو طبيعة عملها. إذ تعمل الرؤية والرسالة سوياً على توجيه العمليات والموظفين، وتلعبان دورًا جوهريًا في تعزيز التسويق للعلامة التجارية. عند بدء تأسيس شركة جديدة، ينبغي صياغة الرؤية أولاً، لأنها ستكون الأساس الذي يُعتمد عليه في تطوير الرسالة والخطة الاستراتيجية. أما بالنسبة للأعمال القائمة، فإن الرسالة المتبعة عادةً ما تسهم في توجيه الرؤية والخطط الاستراتيجية في المستقبل.

الفرق بين الرؤية والرسالة

يمكن تلخيص الفروقات بين الرؤية والرسالة بأن الرؤية تركز على المستقبل، بينما تركز الرسالة على الحاضر. وكلاهما يوجه أهداف الشركة نحو تحقيق طموحاتها. وفيما يلي بعض الاختلافات الأساسية بين الرؤية والرسالة:

  • التصور: تجسد الرؤية تصوّرًا واضحًا ما ستكون عليه الشركة في المستقبل، من خلال الربط بين القيم والأهداف. على النقيض، تحدد الرسالة كيفية وصول المؤسسة إلى أهدافها وتبين احتياجات العملاء وفريق العمل.
  • توفير الإجابات: تجيب الرؤية على سؤال “إلى أين تسعى المؤسسة؟”، بينما تفصح الرسالة عن “ماذا تفعل المؤسسة؟ وما الذي يجعلها مختلفة عن غيرها؟”
  • الوقت: تتعلق الرؤية بمستقبل الشركة، بينما تركز الرسالة على أنشطتها الحالية.
  • الوظيفة: تساعد الرؤية الموظفين في تصور مستقبلهم داخل الشركة، وتحفزهم لتقديم أفضل ما لديهم. في حين تسرد الرسالة أهداف المؤسسة ووظيفتها الداخلية الرئيسية.
  • التغيير: تهدف الرؤية إلى الحد من التغييرات، حيث تمثل أساس تأسيس المؤسسة، بينما يمكن تعديل الرسالة وفقًا لاحتياجات العملاء.
  • البناء والتطوير: عند بناء الرؤية، ينبغي طرح أسئلة مثل: “إلى أين تذهب المؤسسة؟ متى ترغب في تحقيق أهدافها؟ وكيف ستنفذ ذلك؟”. أما عند بناء الرسالة، يجب التفكير في “ما يتم فعله اليوم؟ ولماذا؟ وما الفائدة؟”
  • المميزات والصفات: تتسم الرؤية بالوضوح والجاذبية، وتصوير مستقبل مشرق، بينما تحدد الرسالة طبيعة العملاء والمسؤوليات التي تلتزم بها المؤسسة تجاههم.

الرؤية

الرؤية هي خارطة الطريق التي توجه المؤسسة نحو المستقبل، وتحدد الوضع الذي تطمح لتحقيقه. ومن المهم أن تبقى الرؤية ثابتة عبر الزمن، مما يعزز تركيز الموظفين على الأولويات، ويساعدهم على فهم الأمور الحيوية التي تفيد المؤسسة. يجب أن تكون الرؤية واضحة، موجزة وخالية من الغموض بحيث يسهل على الموظفين الرجوع إليها عند الحاجة. تعد الرؤية ضرورية، حيث تساعد الشركات على تحقيق أهدافها من خلال توحيد جهود العاملين لتحقيقها.

لتحقيق فعالية الرؤية، يجب أن تتوافر فيها مجموعة من الصفات، مثل الوضوح، والتعبيرات الجذابة، وأهداف واقعية قابلة للتحقيق، بالإضافة إلى التناسق مع القيم والثقافة العامة للمؤسسة. كما ينبغي أن تحتوي الرؤية على جوانب تتعلق بالوقت المناسب لتحقيق الأهداف المرجوة.

الرسالة

تسهم رسالة المؤسسة في توجيه العمليات اليومية، وتدعم اتخاذ القرارات، وتساعد في التخطيط الفعال، وتجمع الفريق نحو تحقيق الأهداف. تمثل رسالة الشركة تعبيرًا عن أهدافها التنظيمية وما يجب تحقيقه، كما تعكس جوانب متعددة للشركة بما في ذلك الموظفين، والعملاء، والخدمات والتكنولوجيا وجودة الإنتاج، بالإضافة إلى موقفها في السوق من حيث القوة أو الضعف.

عند صياغة الرسالة، يجب توضيح الهدف من وجود المؤسسة والقيم الأساسية لها، والوسائل المتاحة لتحقيق الرسالة. يتضمن ذلك تحديد المنتجات أو الخدمات المقدمة، والتعرف على نوعية العملاء الرئيسيين وواجبات المؤسسة تجاههم. العديد من المؤسسات تقوم بتعديل رسالتها وفقًا للتغيرات الاقتصادية وآراء العملاء. ومن الأهداف التكميلية للرسالة هو تمكين الموظفين من فهم قرارات المؤسسة واستيعاب طبيعة التغيرات التي تحدث، مما يقلل من النزاعات ويدعم الاستخدام الأمثل للموارد.

Scroll to Top