القوى الرئيسية في الكون وتأثيرها

الكون

أنشأ الله الكون الواسع بحكمة ودقة لا تضاهى، ويتجلى ذلك في مظاهر متعددة. فرفع السماء، وتأسيس الجبال الراسخة، وبسط الأرض التي نعيش عليها، كلها أمثلة تعكس عظمة خلقه. كما أننا نستفيد من خيراتها، بدءًا من الزراعة والنباتات، وصولاً إلى المعالم الطبيعية مثل البحار، والأنهار، والهضاب، والسهول. بالإضافة إلى ذلك، خلق الله الإنسان، وما زالت العلوم والأبحاث تكشف لنا كل يوم عن أسرار هذا الكائن وكيف تم تصويره بصورة مبهرة. بجانب ما ذُكر، خص الله بعض مكونات هذا الكون، وهي ذرات الأجسام، بأربعة عناصر تؤثر عليها وتحدد العلاقات بينها.

القوى الكونية الأربعة المسيطرة

الجاذبية

يدرك الجميع وجود الجاذبية عند سطح الأرض؛ فهي القوة التي تجعل الجسم ينزلق إلى الأرض ويقاومها. ذلك بالإضافة إلى تأثيره على الأجسام الأخرى التي تتواجد على السطح نفسه. تجتذب الجاذبية أيضاً الأجرام السماوية بعضاً نحو بعض. من جهة أخرى، الأجسام القريبة جغرافيًا قد تتجاذب فيما بينها، ولكن قوة الجذب هنا تكون ضعيفة جدًا وغير محسوسة لدى الإنسان، مما لا يؤثر على حركتها. بشكل عام، تُعتبر الجاذبية القوة الأضعف بين القوى الأربعة المؤثرة.

القوة الكهرومغناطيسية

تتواجد هذه القوة على مستوى الذرات، حيث يتجاذب الأجسام ذات الشحنات الكهربائية المختلفة، بينما تتنافر المتماثلة. يُمكننا تفسير هذا بأنه لكل ذرة نواة مركزية تدور حولها الإلكترونات المشحونة بشحنة سالبة، بينما تتمتع النواة بشحنة موجبة. تتكون النواة من بروتونات ذات شحنة موجبة ونيوترونات غير مشحونة، ويكون عدد البروتونات مساوٍ لعدد الإلكترونات، مما يجعل الذرة متوازنة كهربائياً. بالمقارنة مع الجاذبية، القوة الكهرومغناطيسية أقوى بكثير، بمقدار عشرة مرفوعاً للقوة ستة وثلاثين.

القوة النووية الكبرى

تعتبر القوة النووية الكبرى القوة المسؤولة عن تماسك البروتونات داخل نواة الذرة، وهي أقوى من القوة الكهرومغناطيسية. وهذه هي السبب وراء عدم تنافر البروتونات، إذ لو كانت البروتونات تتنافر، فسيقتصر وجود المادة في الكون على الهيدروجين فقط. هذه القوة تعادل مئة ضعف القوة الكهرومغناطيسية، ما يعني أنه إذا تنافر بروتونان بشحنة كهرومغناطيسية مقدارها (س)، فسينجذبان بقوة نووية كبرى مقدارها (100س). لذلك، تبقى البروتونات متماسكة.

وعلى سبيل المقارنة، فإن القوة النووية الكبرى تتجاوز الجاذبية بمقدار عشرة مرفوعة للقوة ثمانية وثلاثين، ورغم قوتها الكبيرة، إلا أن تأثيرها المحدود لا يتم ملاحظته بسبب وجودها في الأبعاد الجزئية لنواة الذرة، كما يُستخدم الطاقة النووية في إنتاج مادة اليورانيوم.

القوة النووية الصُغرى

تشير القوة النووية الصغرى إلى القوة المسؤولة عن النشاط الإشعاعي لبعض العناصر. تتجلى هذه القوة من خلال تحول النيوترون المحايد في نواة الذرات المشعة إلى بروتون وإلكترون ونيوترون مضاد، مما يسمح للنواة بالاحتفاظ بالبروتون وإطلاق الإلكترون والنيوترون المضاد في شكل أشعة. وبالنسبة لمستوى قوتها مقارنة بالقوى الثلاث الأخرى، فهي أكبر من الجاذبية بمقدار عشرة مرفوعة للقوة خمسة وعشرين، بينما القوة النووية الكبرى تتفوق عليها بمقدار عشرة مرفوعة للقوة ثلاث عشرة.

Scroll to Top