الفرق بين الإلهام والوحي
تعريف الوحي
الوحي في اللغة يعني: الإشارة والكتابة والرسالة، وكلما يُنقل إلى شخص آخر بطريقة خفية. أما في الاصطلاح، فهو إخطار الله -تعالى- أحد أنبيائه بأمرٍ معين أو حكمٍ قد خُصَّ به دون أن يطلع عليه الناس. يتضح من هذا التعريف أن الوحي يأتي فقط من الله -تعالى- ولا يُعطى إلا لرسله وأنبيائه. يجدر بالذكر أن للوحي نوعين رئيسيين:
- الوحي بواسطة الملك: ويأتي الملك للنبي إما بأحد الأشكال التالية:
- أن يظهر الملك للنبي في صورته الحقيقية.
- أن يحضر الملك للنبي في هيئة إنسان.
- أن يُلهم الملك النبي لكن دون رؤيته، حيث يسمع صوتًا أو تحركات.
- الوحي المباشر: حيث يوجه الله -تعالى- رسالته لنبيه بشكل مباشر دون وساطة الملك، وقد يكون ذلك بالكلام عن بعد أو بإيحاءات في النفس. ومن المهم أن نلاحظ أن كلا نوعي الوحي يمكن أن يحدث أثناء اليقظة أو خلال الأحلام الصالحة.
تعريف الإلهام
أما الإلهام، فهو مصدر الفعل “ألهم” الذي يعني تعليم أو إخبار، حيث يُقال ألهمه الله الأمر أي لقنه إياه. وعلى الصعيد الاصطلاحي، الإلهام هو ما يُلقيه الله -تعالى- في قلب العبد الذي يعده للقيام بفعل معين أو الامتناع عنه، مما يؤدي إلى شعور بالراحة والاطمئنان. يُخص الله -تعالى- بهذا النوع من الإلهام بعض أوليائه الصالحين وعباده الملتزمين بشريعته ودينه في كافة جوانب حياتهم. ومن الجوهري الإشارة إلى نقطتين:
- النقطة الأولى: الأساس الذي يستند عليه مفهوم الإلهام هو ما رواه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنه قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون، وإنه إن كان في أُمتي هذه منهم فإن عمر بن الخطاب). والمحدثون هم الذين يُلهمهم الله -تعالى- الحق على ألسنتهم.
- النقطة الثانية: يجب على المسلم أن يكون واعيًا للفرق بين الإلهام الإلهي والإيحاءات الشيطانية، حيث أن الأول يكون فقط للأشخاص الذين يتوافق ظاهرهم وباطنهم مع شرع الله -تعالى-، بينما الثاني يكون لأتباع الشيطان والزنادقة والمبتدعين.