العوامل التي تؤثر على مستوى الذكاء

ما هو الذكاء؟

يمكن تعريف الذكاء على أنه القدرة على التعلم الذاتي من خلال الجهود التي يبذلها الفرد في اكتساب المعرفة أو المهارات دون الحاجة إلى توجيه من محترف أو مدرب. يتطور الذكاء من خلال الاستفادة من الفطرة السليمة والإبداع والمعرفة الأساسية، بالإضافة إلى الموارد والخبرات المتاحة. يتعلم الأفراد عادة من خلال الملاحظة والتجريب، مما يسهم في تعزيز مهاراتهم وقدراتهم. بصفة عامة، يمثل الذكاء المهارات العقلية اللازمة للتكيف مع البيئة وتشكيلها واختيارها.

ما هي العوامل التي تؤثر على الذكاء؟

تتعدد العوامل التي تلعب دورًا في تحديد مستوى الذكاء لدى الأفراد، ومن أبرز هذه العوامل:

الوراثة والبيئة

تعتبر الوراثة أحد الأسس التي تحدد القدرات الجسدية والعقلية للفرد، بحيث تزود الوراثة الفرد بقدر بسيط من الأسس المسؤولة عن الذكاء بينما تلعب البيئة دورًا كبيرًا في تطوير هذه القدرات من خلال توفير الظروف المناسبة للنمو والتعلم. وقد أظهرت الأبحاث أن حوالي 68% من المساهمة في الذكاء ترجع إلى العوامل الوراثية، بينما تشكل العوامل البيئية حوالي 32%. ورغم أن الوراثة تظل ثابتة، يمكن أن تؤدي الظروف البيئية، مثل التغذية الصحية، إلى زيادة مستوى الذكاء، خاصة في مرحلة الطفولة من عمر سنتين إلى أربع سنوات.

العمر

تشير الدراسات إلى أن مستوى الذكاء يمكن أن يحافظ على مستوى مرتفع حتى أوائل العشرينات، بعد ذلك قد يحدث استقرار إلى حد ما لمدة عشر سنوات قبل أن يبدأ في الانخفاض. بعض القدرات العقلية تبقى ثابتة في حين أن البعض الآخر يتراجع بسرعة نتيجة نقص النشاط البدني والعقلي. كما يتضح أن الأفراد ذوي الذكاء العالي يميلون إلى تنمية قدراتهم المعرفية بشكل أسرع وأطول مقارنةً بالذين لديهم ذكاء أقل.

العرق

لا يوجد دليل قاطع يثبت أن العرق يلعب دورًا في تحديد مستوى الذكاء. تخضع مستويات الذكاء لاختلافات بيئية وعائلية، وهذه الاختلافات غالبًا ما تعود إلى فرص التدريب المتاحة في السنوات الأولى. لذا، فإن الفروق الناتجة عن العرق تظل طفيفة وغير موثوقة.

الصحة والتنمية الجسدية

تتأثر القدرات العقلية بشكل كبير بالصحة الجسدية والعقلية للفرد. فقد يواجه الشخص صعوبات في استغلال إمكانياته العقلية للنجاح إذا كان يعاني من مشكلات صحية. كما تلعب التشوهات الجسدية والإعاقات الحسية دورًا في نضوج خلايا الدماغ، ومن المعروف أن بعض الأمراض يمكن أن تؤثر سلبًا على مستوى الذكاء.

الجنس

يعتقد البعض أن الذكور يتفوقون على الإناث في مستوى الذكاء، إلا أن الأبحاث تشير إلى عدم وجود دليل قوي على هذا، حيث تظهر الدراسات أن الإناث قد يتفوقن بشكل طفيف في مجالات مثل اللغة والذاكرة. وبالتالي، فإن هذه الفروق تعود في الغالب إلى الظروف البيئية المجاورة.

الظروف الاجتماعية والاقتصادية

يلعب المنزل دورًا محوريًا في السنوات الأولى من حياة الفرد، حيث يؤثر الوضع الاقتصادي والاجتماعي على سلوك الطفل ونموه الذهني. الظروف المحيطة، سواء كانت مادية أو بيئية، لها تأثير كبير على مستوى الذكاء. ويُعرف نوع من الأفراد الذين يعانون من صعوبات ذهنية نتيجة الظروف المحيطة بهم بـ”المعيبين عقليًا”.

Scroll to Top