الاستثناء التام المنفي
يُعتبر الاستثناء في اللغة العربية من العمليات النحوية التي تهدف إلى إخراج عنصر من حكم موجود في الجملة، ويكون ذلك عبر استعمال أدوات الاستثناء. مثلًا، في الجملة “حضر الطلّابُ إلّا زيدًا”، تم استبعاد “زيد” من حكم “الحضور” عن طريق استخدام أداة الاستثناء “إلّا”. تنقسم أنماط الاستثناء في اللغة العربية إلى ثلاثة أنواع رئيسية، وهي كالتالي:
- الاستثناء التام المثبت: كما في الجملة: “ينصر المواطنون بلادهم إلّا الخونة”.
- الاستثناء التام المنفي: مثل الجملة: “لا يشمتُ الناس في الضّعيف إلّا اللئامُ”.
- الاستثناء الناقص المنفي: مثل: “ما جاء إلّا أحمد”.
لكل نوع من أنواع الاستثناء خصائصه التركيبية والإعرابية. وعند التطرق للاستثناء التام المنفي، يمكن تعريفه بأنه استثناء يتكون من العناصر الأساسية المكونة للاستثناء، وهي: المستثنى منه، أداة الاستثناء، المستثنى بواسطة “إلّا”، والحكم. يتم تقديم هذا النوع من الاستثناء بأداة نفي أو نهي أو استفهام، كما في المثال: “ما ذهب الطلّابُ إلى الرحلة إلّا طالبًا”، حيث يُعتبر “الطلّاب” مستثنى منه، و”إلّا” أداة الاستثناء، و”طالبًا” هو المستثنى، والحكم هنا هو الذهاب إلى الرحلة.
أحكام الاستثناء التام المنفي
يوجد ثلاثة أشكال رئيسية للاستياء التام المنفي، ونستعرضها كما يلي:
الاستثناء المتصل
عندما يكون الاستثناء متصلًا، أي أن المستثنى بواسطة “إلّا” يأتي من نفس جنس المستثنى منه، فيمكن في هذه الحالة اتباع أمرين:
الإعراب على البدلية
يمكن إعراب الاسم الذي يأتي بعد “إلّا” كبدل من المستثنى منه. يُرفع إذا كان المستثنى منه مرفوعًا، وينتصب إذا كان منصوبًا، ويجر إذا كان مجرورًا. على سبيل المثال:
- ما قرأتُ الدروسَ إلّا درسًا
في هذه الجملة، “درسًا” تُعرب كبدل من “الدروس” منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- لا تُرى الكواكبُ بالعين المجرّدة إلّا القمرُ
هنا، “القمر” تُعرب كبدل من “الكواكب” مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
الإعراب بالاستثناء
يمكن أيضًا أن يُعرب المستثنى بواسطة “إلّا” منصوبًا، كما في الأمثلة التالية:
- ما قرأتُ الدروس إلّا درسًا
في هذه الحالة، يُعرب “درسًا” مستثنى بواسطة “إلّا” منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- لا تُرى الأجرام السماوية بالعين المجرّدة إلّا القمرَ
“القمر” هنا مستثنى بواسطة “إلّا” منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
الاستثناء المنقطع
أما إذا كان الاستثناء منقطعًا، أي أن المستثنى ليس من جنس المستثنى منه، فهناك قولان في هذا السياق:
قول أهل الحجاز
يفرض أهل الحجاز إعراب المستثنى بالنصب في هذه الحالة، على سبيل المثال:
- ما بقيت المساعي السلمية إلّا القتال
في هذه الجملة، “القتال” تُعرب كمستثنى بإلّا منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
قول تميم
بنو تميم يميلون إلى النصب، ويجيزون الإعراب على البدلية، كما في المثال:
- ما بقيت المساعي السلمية إلّا القتال
وقد رُجح إعراب “القتال” كمستثنى بإلّا منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، كما أُجيز أن تُعرب بدل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
تقدم المستثنى على المستثنى منه
إذا سار المستثنى قبل المستثنى منه، فإنه يتعين نصبه على الاستثناء، كما في قول الكميت:
وما لي إلّا آل أحمد شيعة
وما لي إلا مذهب الحقّ مذهب
في هذه الأبيات، “آل” تُعرب كمستثنى بإلّا منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، و”مذهب” أيضًا مستثنى بإلّا منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
أمثلة على الاستثناء التام المنفي
نقدم فيما يلي مجموعة من الأمثلة على الاستثناء التام المنفي:
- لم يرسبُ الطّلّابُ إلّا طالبًا / طالبٌ
“طالبًا”: مستثنى بإلّا منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
“طالبٌ”: بدل من الطلاب مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- ما قام أحدٌ إلّا سعيدًا / سعيدٌ
“سعيدًا”: مستثنى بإلّا منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
“سعيدٌ”: بدل من أحد مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- ما جلس الحاضرون إلّا المشرفين / المشرفون
“المشرفين”: مستثنى بإلّا منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
“المشرفون”: بدل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
- ما تعلّم أبناؤنا العزفَ على الناي إلّا سميرًا / سميرٌ
“سميرًا”: مستثنى بإلّا منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
“سميرٌ”: بدل من أبناؤنا مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- ما اتّقدت المصابيحُ إلّا واحدًا / واحدٌ
“واحدًا”: مستثنى بإلّا منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
“واحدٌ”: بدل من المصابيح مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.