تمييز بين الأحاديث غير القوية والأحاديث الملفقة

الفارق بين الأحاديث الضعيفة والموضوعة

تعريف الحديث الضعيف

الحديث الضعيف هو أحد أنواع الحديث النبوي، حيث يُعرف بأنه الحديث الذي يفتقر إلى صفات الصحة أو الحسن. بمعنى آخر، هو الحديث الذي ينقصه دعم السند وضبطه، بالإضافة إلى عدالة الرواة الذين يروونه. وقد أوضح ابن الصلاح أن للحديث الضعيف (42) صورة، وشرح تفاصيلها وطرق تخريجها، كما قام بتمييز كل واحدة منها عن الصور الأخرى.

أمثلة على الحديث الضعيف

فيما يلي بعض الأنواع المتعلقة بالحديث الضعيف:

  • الحديث المرسل

يُعرف الحديث المرسل بأنه الحديث الذي يسقط فيه أحد الصحابة من السند، حيث يرويه التابعي بقوله: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كذا، أو فعل كذا. وبفقد الاتصال، يصبح هذا الحديث ضعيفًا، وسُمي مرسلاً نظرًا لأن التابعي أرسله بشكل مباشر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- دون وجود وسيط.

  • الحديث المنقطع

الحديث المنقطع هو الذي يسقط منه راوٍ معين، أو يحتوي على شخص مجهول الهوية. وهو مشابه للحديث المرسل من هذه الجهة، وسُمي منقطعًا بسبب فشل السند في الاستمرار.

  • الحديث المدلس، وينقسم إلى قسمين:
    • تدليس الإسناد: حيث يروي الراوي عن شخص عاصره دون أن تكون له علاقة صحيحة به، أو يتحدث عن شخص قابل النبي -صلى الله عليه وسلم- ولكنه لم يلتقِ به، موهماً أنه سمع منه بشكل مباشر.
    • تدليس الشيوخ: يتم فيه وصف الراوي بأوصاف أعلى من حقيقته أو يذكره باسم غير اسمه الحقيقي، بهدف إخفاء هويته.
  • الحديث المعضل

الحديث المعضل هو الحديث الذي يسقط منه راويان أو أكثر، بشرط أن يكون السقوط متتاليًا، مما يجعله أقوى ضعفًا مقارنة بالحديث المنقطع وأكثر غموضًا.

  • الحديث المعلل

الحديث المعلل هو الذي يظهر فيه علة تؤثر على صحته، بالرغم من أنه قد يبدو أنه صحيح في ظاهره. يتطلب اكتشاف العلة معرفة واسعة وفهمًا دقيقًا، حيث أن سبب العلة غالبًا ما يكون مخفيًا وغير واضح.

  • الحديث المضطرب

الحديث المضطرب هو الذي تحتوي رواياته على تباين، ومع تزايد هذه الروايات، تكون جميعها متساوية من حيث الصحة والضعف، مما يصعب ترجيح إحداها على الأخرى. يمكن أن يرويه راوٍ واحد عدة مرات، أو من قبل عدة رواة، والضعف يمكن أن ينشأ من الرواة أو من المتن، ولكن يحمل السند الأرجحية في الغالب، ولهذا يُسمى مضطربًا.

  • الحديث المقلوب

الحديث المقلوب هو الحديث الذي يتم فيه تغيير أو قلب أحد الروايات في متن الحديث؛ استبدال أسماء أو ترتيب عناصر معينة، مما يؤدي إلى تقديم ما يجب تأخيره أو العكس. يتضح سبب تسميته بالمقلوب من خلال اسمه.

  • الحديث الشاذ

يشير الشاذ إلى ما يُروى عن الثقة ولكنه يتعارض مع روايات الثقات الآخرين. بشكل عام، يعتبر ما رواه الثقة مخالفًا لما رواه الثقات، وبالتحديد ما يُروى من قبل المقبول في تناقض مع من هم أولى منه، ولهذا أطلق عليه اسم الشاذ.

  • الحديث المنكر

الحديث المنكر هو الذي يرويه راوٍ ضعيف يتعارض مع رواية الثقات. ويختلف عن الشاذ في أن درجة الراوي في كل منهما تكون مختلفة، ولذلك سُمي بالمنكر.

  • الحديث المتروك

الحديث المتروك هو الحديث الذي يُروى عن شخص متهم بالكذب أو الفسق، أو كثير الغفلة أو الوهم، مما يؤدي إلى عدم الاعتماد على حديثه وتركه، ولهذا سُمي متروكًا.

تعريف الحديث الموضوع

الحديث الموضوع هو الحديث المختلق على النبي -صلى الله عليه وسلم-، سواء كان هذا قد تم عن عمد أو بلا قصد. إن الكذب على النبي -صلى الله عليه وسلم- له عواقب وخيمة؛ فقد حذر النبي –عليه الصلاة والسلام- من ذلك، حيث قال إن من يكذب عليه عمداً فليتبوأ مقعده من النار، وهذا يشير إلى خطورة الكذب في الدين حتى لو كان الشخص يهدف من وراء ذلك إلى التحفيز على عبادة محددة أو التقرب إلى الله –عز وجل- بأفعال معينة. لذلك، فإن العقوبة على من يكذب تكون مشددة، بسبب الحكمة الشرعية التي أرادها الله.

يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن كذَبَ عليَّ فلْيتبَوَّأْ مَقعَدَه منَ النَّارِ مُتعمِّدًا، قالها مرتين، وقال مرة: مَن كذَبَ عليَّ مُتعمِّدًا).

Scroll to Top