التوازن البيئي
التوازن البيئي هو نظام متكامل يتحكم فيه تخطيط إلهي دقيق، حيث يضمن تناغم واستقرار كافة مكونات البيئة، بدءًا من الكائنات الحية وصولاً إلى المكونات الفيزيائية والكيميائية. على سبيل المثال، يمكن ملاحظة التوازن الرباني من خلال العناصر الكيميائية الموجودة في التربة، التي تغذي النباتات. تقوم النباتات بامتصاص هذه العناصر من التربة، وعبر عملية التمثيل الضوئي، تستهلك ثاني أكسيد الكربون الضار وتحرر الأكسجين النقي. تعتبر النباتات مصدرًا حيويًا مهمًا للحيوانات العاشبة وكذلك للبشر. وعندما تموت هذه الكائنات، تُحلل أجسامها إلى العناصر الأساسية التي تعيد تغذية التربة. لذا، يمثل هذا تسلسلًا متكاملاً لدورة التوازن البيئي. لكن، ظهرت بعض الظواهر التي تهدد هذا التوازن، وسنستعرض بعضًا منها وتأثيراتها.
الظواهر الرئيسية المهددة للتوازن البيئي
قصدنا من التعبير عن “الظواهر المهددة” الإشارة إلى ظاهرة رئيسية واحدة، وهي السلوك السلبي للإنسان تجاه البيئة، الذي يؤدي بدوره إلى تفريخ عوامل أخرى سلبية.
التلوث
يعتبر التلوث أحد أكبر العوامل الناتجة عن الأنشطة البشرية في مختلف المجالات. بسبب تلوث الهواء وزيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون المنبعث من السيارات والمصانع، نشهد اختلالًا في التوازن الفيزيائي، تجلى في ارتفاع درجات الحرارة وزيادة معدلات الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والأعاصير. أما على المستوى الكيميائي، فقد أصبحت التربة غير صالحة للزراعة نتيجة الأمطار الحامضية الناتجة عن تلوث الهواء. هذا التلوث أثر أيضًا على البحار والبحيرات والأنهار، مما أدى إلى تغيير التركيبة الكيميائية للمياه، التي تحتاج إلى تنقية قبل استخدامها للشرب أو الري. كل هذه التغيرات تؤثر سلبًا على الكائنات الحية، حيث انقرضت بعض الأنواع أو اختلطت جيناتها بالملوثات، مما جعل من غير المناسب تناولها. كما أن استخدام المبيدات والأسمدة الزراعية، وتسرب النفط، والنفايات النووية، جميعها تساهم في تدهور هذا التوازن الطبيعي.
الصيد الجائر
الصيد الجائر مظهر خطير من مظاهر التأثير البشري على البيئة، ويحدث سواء في البر أو البحر. يهدف الصيادون إلى جمع الحيوانات البرية لأجل جلودها أو لاستخراج مواد ذات خصائص علاجية أو حتى للأكل، مما ساهم في انقراض بعض الأنواع أو جعل أخرى مهددة بالانقراض، مما يُحدث خللًا بيئيًا كبيرًا. كذلك، أدى صيد الأسماك الجائر إلى تراجع بعض الأنواع البحرية والنباتية، مما تسبب في نفوق أو اختفاء أنواع أخرى تعتمد عليها في غذائها، وكل ذلك نتيجة لهذه الأنشطة البشرية السلبية.
التدخل المباشر في التوازن
يتدخل الإنسان في بعض الأحيان لفرض تغييرات على الكائنات الحية، مثل إدخال أنواع جديدة من الحشرات التي تهدف إلى القضاء على الآفات الزراعية، أو زراعة أنواع من النباتات لأغراض اقتصادية أو طبية. ولكن غالبًا ما تتجاوز هذه الأنواع المستوردة تأثيرها الإيجابي وتؤدي إلى القضاء على أصناف محلية مهمة للبيئة، مما يدفع الإنسان لاحقًا لمحاولة السيطرة عليها بعد فوات الأوان.
فيديو حول التوازن البيئي
شاهد الفيديو للتعرف أكثر عن التوازن البيئي: