الحكمة من قسم الله بالتين والزيتون
يُعتبر قسم الله بشيء ما في القرآن الكريم دليلاً على أهميته ومكانته الرفيعة، وهو أسلوب يوجه الأنظار إلى عظمة خلق الله -عزّ وجلّ- وقدرته الفائقة. ومن الأمثلة على ذلك قسمه بالتين والزيتون. حيث تتضمن كتب الأعشاب فوائد عديدة لهذين النباتين، إذ يُعرف التين بكونه مصدراً غنياً بالمعادن الأساسية مثل الحديد والنحاس والكالسيوم، وهي عناصر ضرورية لصحة الجسم. كما أنه يحتوي على نسبة عالية من السكريات التي تعزز من قدرة الجسم على النشاط والعمل. بالإضافة إلى احتوائه على كميات وفيرة من فيتامين (ب) الذي يُفيد في حالات الإمساك ويُقلل من الأحماض في الجسم، كما أنه مفيد للنساء الحوامل والمرضعات. أما الزيتون، فهو يمتاز بخصائص علاجية متعددة، حيث يُستخدم مضغ أوراقه لعلاج التهابات اللثة والحلق وأورام اللوزتين، كما أن زيته يحمل فوائد صحية كبيرة أيضاً.
الحكمة من الحروف المقطعة
يتبنى العلماء مواقف متباينة في تفسير الحكمة من الحروف المقطعة في القرآن الكريم. يرى البعض أنها من المتشابهات التي يُفوض علمها إلى الله -جلّ وعلا-، بينما يعتقد آخرون أنها تحمل معانٍ متعددة، وقد اختلفت وجهات نظر هؤلاء في تحديد دلالاتها. ولكن يبقى هذا الاختلاف في إطار الآراء الاجتهادية. ومع ذلك، فإن تلك الحروف تُظهر للكافرين أن القرآن مؤلف من نفس الحروف التي يتكون منها لغتهم، ومع ذلك يواجهون عجزاً في مخاطبة مثله.
الحكمة من تقسيم القرآن إلى سور وآيات
تتجلى الحكمة وراء تقسيم القرآن الكريم إلى سور وآيات في كون كل آية وكل سورة تمثل وحدة مستقلة وكياناً راسخاً. فجميع السور، بغض النظر عن طولها أو قصرها، تظل معجزات عظيمة، مثل سورة الكوثر التي تُعتبر الأقصر في القرآن ولكنها تحمل إعجازاً، كما هو الحال في سورة البقرة، رغم كونها الأطول. وقد أشار الزمخشري إلى هذه الحكمة قائلاً: “إن قارئ القرآن عندما يُنهي سورة كاملة، يشعر بنشاط أكبر في استيعاب وتحصيل معاني القرآن مقارنة بقراءته للكتاب بكامله دون انقطاع.”