بحث حول الطريقة الدسوقية في التصوف الإسلامي

الطريقة الدسوقية أو الطريقة البرهامية، أو كما يطلق عليها الطريقة البرهانية، هي جميعها أسماء تُشير إلى منهج صوفي سنّي.

تُنسَب هذه الطريقة إلى إبراهيم الدسوقي، والذي يُعتبر آخر أقطاب الولاية الأربعة. وتُعَد هذه الطريقة أحدث الطرق الصوفية في مصر، وقد تفرعت إلى تسع طرق فرعية.

مؤسس الطريقة الدسوقية

  • إبراهيم الدسوقي بن عبد العزيز، المعروف بأبي المجد، هو مؤسس الطريقة الدسوقية المحمدية.
  • ترجع أصوله إلى الحسين بن علي بن أبي طالب، زوج السيدة فاطمة الزهراء، ابنة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
    • يُعتبر الدسوقي من أرفع أقطاب الولاية الأربعة في التصوف، بينما والدته فاطمة بنت أبي الفتح الواسطي كانت لها دور كبير في تشكيل الطريقة الصوفية في مصر، وكانت أيضًا من شيوخ أبي الحسن الشاذلي.
  • ارتبط الدسوقي بعلاقة وثيقة مع أبو الحسن الشاذلي، حيث ذكر أنه قد فك طلاسم سورة الأنعام التي لم يتمكن الشاذلي من فكها.
    • يُقصد بذلك أن وجود علاقة روحية بينهما في الطريقة وليس في النسب، مما يُشير إلى تداخل بين الطريقة الدسوقية والطريقة الشاذلية.
  • الطريقة الدسوقية تُعتبر في الأصل طريقة صوفية مصرية، ويمكن وصفها بأنها “مدرسة” حيث تفرع منها عدة طرق في مصر والأردن والسودان.
    • تُنسَب هذه الطريقة إلى إبراهيم الدسوقي، الذي اعتمد في منهجه على الشريعة الإسلامية كأساس لفهم الدين، مُشترطًا ذلك لمن يرغب في الالتحاق بطريقته.
  • قام بتأليف بعض الأذكار الخاصة بالطريقة، والتي تُردَّد في التجمعات بشكل معيّن وبصوت مرتفع.
    • كما اعتمد على الرياضة كوسيلة فعّالة لتربية النفس وتزكيتها.
  • بعد وفاته، دُفن في زاوية صغيرة بمحل ميلاده في مدينة دسوق، لكن مع مرور الوقت تحولت زاويته إلى أكبر المساجد في مصر.
    • تُقام احتفالات في شهر أبريل من كل عام، حيث يتجمع أتباع الصوفية لإحياء مولد الشيخ الدسوقي.
    • يتضمن الاحتفال ترديد الأذكار التي وضعها الشيخ وإلقاء القصائد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم.
  • بعد وفاة الشيخ الدسوقي، تولى شقيقه موسى قيادة الطريقة، مُستمراً في الدعوة لأفكارها.
    • حافظ موسى على نفس مبادئ وأفكار إبراهيم الدسوقي حتى وافته المنية، حيث دُفن بجوار أخيه في مدينة دسوق.

التسمية

  • تُعرف الطريقة الدسوقية المحمدية بعدة مسميات، من بينها الطريقة الدسوقية نسبة إلى مدينة دسوق، مكان ميلاد مؤسسها إبراهيم الدسوقي.
    • اسم “دسوق” هو كلمة عربية أصلية تشير إلى امتلاء الحوض بالماء حتى يفيض.
  • فيقال “ملأت الحوض حتى دسق” أي امتلأ بالماء حتى فاض. تُستخدم لفظة “دسوق” لوصف الأحواض الصغيرة، في حين يُطلق “الديسق” على الحوض المليء.
  • تُسمى أيضًا بالطريقة البرهامية نسبةً إلى مؤسسها، وبالطريقة البرهانية نسبة إلى أحد ألقابه “برهان الدين”.

الطرق الفرعية

  • الطريقة البرهامية، للشيخ أكرم عقيل مظهر.
  • الطريقة الشهاوية البرهامية، للشيخ محمد أبو المجد الشهاوي.
  • الطريقة الشرنوبية، للشيخ محمد عبد المجيد الشرنوبي.
  • الطريقة المجاهدية، للشيخ حمدي إبراهيم الشرنوبي.
  • الطريقة البرهامية العاشورية، للشيخ محمد علي عاشور.
  • الطريقة الدسوقية المحمدية، للشيخ مختار علي الدسوقي، والتي تُعتبر الأحدث بين الطرق الصوفية في مصر.
  • الطريقة الخلوتية الجامعة الرحمانية، للشيخ حسني حسن خير الدين الشريق، التي تُعتبر مزيجًا من سبعة طرق.
    • من بينها الدسوقية، الرفاعية، البدويّة، الشاذليّة، القادريّة، النقشبنديّة، والشاذليّة اليشرطية، والأدريسية.
  • الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية، للشيخ إبراهيم الشيخ محمد عثمان عبده البرهاني.
    • يُعتبر المقر الرئيسي لهذه الطريقة في الخرطوم بالسودان، حيث تمزج بين الطريقة الشاذلية والدسوقية.
    • تمتد هذه الطريقة في السودان ولها فروع في أكثر من 37 دولة حول العالم.

موقف السعودية من الطريقة الدسوقية المحمدية

  • صدر تحذير من الشيخ عبد العزيز بن باز، المفتي السابق للسعودية، يحذر فيه من اتباع النهج الدسوقي أو الطرق البرهانية.
    • أشار أيضًا إلى جميع الطرق الصوفية بشكل عام.
  • رأى الشيخ بن باز أنه من الأفضل الالتزام بالشريعة وكثرة قراءة القرآن الكريم، والاطلاع على السنة النبوية من مصادرها الموثوقة، مُشيرًا إلى كفاية كتب أهل السنة في هذا الصدد.
    • كما أكد على ضرورة الابتعاد عن كتب الطريقة الصوفية نظراً لما تحتويه من مفاهيم خاطئة.

موقف الأزهر ودار الإفتاء المصرية من الطريقة الدسوقية المحمدية

  • بالنسبة لجامع الأزهر في مصر، فقد أظهر تأييده بشكل عام للطرق الصوفية.
    • بينما ينتمي بعض أعضاء مشيخة الأزهر إلى التصوف، مثل الإمام عبد الحليم محمود.
    • كما شهد الأزهر تأييدًا من قبل الصوفية، الأمر الذي تجلى في العديد من المسيرات التي نظمتها الطرق الصوفية دعماً للشيخ الأزهر.
    • تم تنظيم لقاءات متعددة بهدف تعزيز التعاون بين شيخ مشايخ الطرق الصوفية وشيخ الأزهر.
  • كما تتوافق فتاوى دار الإفتاء المصرية مع آراء مشيخة الأزهر حول الطرق الصوفية.
    • تعتبر دار الإفتاء أنه ليس هناك مانع من التصوف الشرعي الصحيح طالما أنه بعيد عن الخرافات، وهو ما تحقق من خلال الطريقة الدسوقية.
  • أعلنت دار الإفتاء المصرية كذلك رفضها التام لهدم أي من الأضرحة الخاصة بشيوخ الصوفية.
    • أكدت على عدم جواز الاعتداء عليها، حيث ورد في نص الفتوى ذكر عشرة أضرحة مشهورة في مصر، أبرزها الضريح الخاص بالشيخ إبراهيم الدسوقي.
  • أما عن موقف الأزهر من الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية، فقد أشار الأزهر إلى عدة ممارسات خاطئة وادعاءات مُرتبطة بها، محذّراً من أنها تختلف تمامًا عن الطرق الأخرى وتعتبر طائفة متميزة.
    • وجاء تحذيرًا من الشيخ عطية صقر، من أبرز علماء الأزهر.
  • كما تم تسليط الضوء على بعض التقارير الصحفية في مصر التي تشير إلى علاقات الطريقة البرهانية بجزر القمر، والتي تعمل على نشر السنة في مصر، بالإضافة إلى بعض التصريحات الصادرة من مشيخة الأزهر حول جماعة أنصار السنة المحمدية.

رد شيخ الطريقة الدسوقية المحمدية

  • رداً على اتهامات بأن الطريقة الدسوقية تتعارض مع الشريعة الإسلامية، صرح الشيخ محمد مختار الدسوقي أن هذه الطريقة ليست مغادرة للملة كما يزعم بعضهم.
    • وأشار إلى أن عبارة “نظرة ومدد” التي تُستخدم ليست عبارة كفر كما يدعي المتشددون.
  • وأوضح أن لهذه العبارة أصولًا في القرآن الكريم، مشيرًا إلى أن الشيخ الشناوي، أحد أبرز مشايخ الطرق الصوفية، قد أشار إليها ووافق على شرحها وفقًا للشيخ الشعراوي.
    • بحسب قوله، تم الإقرار بشرحها.
  • كما أضاف أن أتباع الطريقة يفضلون الصمت تجاه الادعاءات والاتهامات، وليس بسبب عدم وجود ما يدافعون به عن أنفسهم، بل لأغراض أكبر، مثل تفادي الفتن وتوحيد القلوب.
Scroll to Top