جون دالتون: العالم الرائد في الكيمياء وعلم الأرصاد الجوية

نشأة العالم جون دالتون

وُلد جون دالتون في عام 1766م، حيث يُعتبر من أبرز العلماء الذين أعادوا إحياء فكرة ديمقريطس، المتعلقة بانقسام المادة إلى مكونات صغيرة وبنية مجهرية.
نشأ دالتون في إنجلترا، وتحديدًا في قرية إيكلزفيلد القريبة من كمبرلاند، المعروفة بوجود عدد من الشعراء الإنجليز المشهورين.
ترعرع في أسرة فقيرة وكان والده يعمل كنساج، مما ساهم في تجربته مع الفقر الذي أدى إلى وفاة اثنين من إخوته بسبب الجوع والبرد.
برزت موهبته في الرياضيات منذ صغره، حيث أظهر قدرة مذهلة على حل المسائل الرياضية المعقدة بكل سهولة.
بدأ مسيرته الأكاديمية في مجال الرياضيات منذ عمر الخامسة عشرة، وأصبح أستاذاً مرموقاً في قريته.
وفي عام 1781م، انتقل إلى كندا ليعمل مدرساً هناك.

يُعد دالتون من أبرز علماء الكيمياء في عصره، حيث افترض تماثل نوع الكيمياء الموجودة في الذرات.
اهتم بدراسة الكتلة وله إنجازات ملحوظة في مجاله، وكان لديه شغف كبير تجاه دراسة الغازات والطقس.
تعلم عدة لغات منها اليونانية واللاتينية والفرنسية والرياضيات، وظهر ذلك بفضل العلامة الكفيف جون كوف، مما أكسبه إعجاب زملائه وأبناء مدينته.
نشر مجموعة من المقالات الهادفة إلى تبسيط العلوم واكتشاف المذهب الطبيعي في الفلسفة، على الرغم من إصابته بعمى الألوان منذ الطفولة.
تولى منصب مساعد المدير في إحدى المدارس المحلية، وبعد أربع سنوات أصبح مديراً لها.
ومن ثم، قام بتدريس الفلسفة والرياضيات في الكلية الجديدة في مانشستر، وتولى رئاسة الجمعية في عام 1817م.

قدم دالتون شرحًا مبسطًا لمفهوم مرض عمى الألوان، مشيراً إلى تجربته الشخصية مع المرض، ومع ذلك لم يتوانَ عن مواصلة حياته العلمية.
أسس دالتون واحدة من أهم القوانين في علم الكيمياء، المعروفة بالنظرية الذرية للمادة، التي تتيح تحديد صيغ العناصر الكيميائية من خلال التركيب الذري للمادة.
وضع قانوناً لدراسة ضغوط الغاز، عُرف بقانون الضغوط الجزئية في الأنظمة الغازية.
ينص هذا القانون على أن الضغط الإجمالي لمجموعة من الغازات غير المتفاعلة يساوي مجموع الضغوط الجزئية لكل غاز منها.
وبذلك يجد أن القانون يتحقق بسهولة في حالة وجود كل غاز في حيز منفصل.

مُنح العالم جون دالتون الوسام الذهبي من قبل الحكومة الإنجليزية في عام 1826م، تقديرًا لإنجازاته العلمية.
ساهم دالتون في عدة اكتشافات في مجالات الكيمياء والفيزياء، كما تم نصب تمثال له في قاعة تاون هول بمدينة مانشستر.
تقديرًا له، ورغم أنه رفض الانضمام إلى الجمعية الملكية، قرر العلماء تكريمه بتمثال حي.
تم تعيينه رئيس الجمعية الأدبية والفلسفية في مانشستر، وتلقت المدينة خبر وفاته بشكل مؤثر هز المنطقة بأسرها.
قرر السكان تنكيس الأعلام لمدة أسبوعين كاملين كعلامة على الحداد، ودفن في مدافن أردفيك.

في سبيل تطوير نظريته الذرية، استخلص دالتون قانونين رئيسيين.
قانون النسب الثابتة، الذي ينص على أن نسبة كتل العناصر في المركبات ثابتة.
قانون الحفاظ على الكتلة، الذي يؤكد أن كتلة المواد المتفاعلة تساوي كتلة المواد الناتجة.
وضع دالتون بعض الفرضيات المتعلقة بالذرات، رغم أن بعضها قد يتضمن أخطاء.
من بين الفرضيات المهمة، كان اعتقاده أن جميع الخصائص الفيزيائية والكيميائية للذرات من نفس العنصر متشابهة.
بينما تختلف الخصائص لذرات العناصر المختلفة من حيث الكتلة وخصائصها الكيميائية، حيث تبقى النسبة وعدد أنواع الذرات في المركب ثابتة.